Literature

كل شيء من حولك يتغيّر

بقلم: عبد الكريم محمد

دعك من الثرثرة.. فكل شيء من حولك يتغير، سواك أنت الجالس على قارعة الطريق، ترسم صور الراحلين والقادمين بناظرين، دون ذاكرة أو جسم أسود خلف الرأس، يسجل تلك الصور ليستعيدها أو يستحضرها ثانية، إذا ما أراد..

لك أن تتوقف عن حدود الحركة نحو السكون، علك تتذكر أن الوقت يطوي كل شيء، حتى لحظة الصمت المريب.. ولك أن تتذكر أنه -الزمن- يدخل سكون ليلك وليل الآخرين ليغيّر ما تظنه، أنه عصي على التغيير..

بل عليك أن تتذكر أن التصالح مع الزمن، هو وحده من يرسم لك الجسر، نحو تصالحك مع ذاتك المتعبة المتصارعة مع كل شيء، إلا الغثيان وسكرات موتك وحسب..  

كم هي عظمتك، عند ما تكتشف بصدق وعيك، أن الزمن رغم تقلبه متناغماً مع حركة الكواكب، متشابه اللحظات.. وأن النور يولد من العتمة كل يوم.. وأن البدر سيعود كالعرجون القديم، ليقدر منازلاً..

إياك أن تأخذك العزة بالنفس، ويبعدك الغرور عن الزمن، لأنه وحده من يغير كل شيء فينا، ليعيدنا إلى عرجوننا القديم..