“في لبنان.. السنة في حالة توهان”
اعتبرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية في تقرير لها، تحت عنوان “في لبنان.. السنة في حالة توهان”، ان “السعودية من خلال إدارة ظهرها للبنان، تكون قد تخلت عن السُنة الذين يعيشون على وقع أزمة، على غرار بلدهم، ويكافحون لإيجاد زعيم لهم، وبالنسبة للرياض، فإن لبنان الآن قضية خاسرة”.
مضيفةً: “قادتها، ولا سيما السنة، قدموا تنازلات أكثر من اللازم في مواجهة حزب الله المدعوم من إيران”، مشيرة إلى ما قاله وزير الخارجية السعودي: “توصلنا إلى نتيجة مفادها أن التعامل مع لبنان وحكومته الحالية ليس مثمرا ولا مفيدا بسبب استمرار سيطرة حزب الله على الساحة السياسية”.
ولفتت “لوفيغارو” ان “الأزمة الدبلوماسية، التي تظهر الآن، هي في الواقع أعمق وأقدم. تعود الحلقة الأولى إلى عام 2017، عندما اختُطف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في السعودية لإجباره على الاستقالة. والمشكلة هي أنه من خلال فقدان الاهتمام بلبنان، يقوم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الوقت نفسه بحرمان سنة لبنان من الغطاء المالي والديني والأيديولوجي الذي وفرته لهم المملكة تقليديا.
ولم يسبق أن بدا المصير السياسي لسعد الحريري، الزعيم السني الرئيسي، هشاً إلى هذه الدرجة، تقول “لوفيغارو”، موضحة نقلا عن محلل سياسي، قوله إن الفراغ القيادي السني في لبنان سيستمر لفترة ة طويلة، معتبرة أنه لا يبدو أن هناك مرشحا جديا قادرا على خلافة سعد الحريري: لا شقيقه، الذي عاد مؤخرا إلى لبنان للدفاع عن خط متشدد ضد حزب الله، ولا نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء الحالي”.
ونقلت الصحيفة عن محلل سياسي آخر قوله إنه “لا توجد شخصية جديدة تتمتع بالدعم السعودي الضروري لوجودها السياسي”، مشيرةً إلى أن “سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، يبدو أبرز المستفيدين حاليا من الدعم السعودي”.
وقالت: “إضعاف تيار المستقبل وقادته يغذي شعورا متزايدا بالتجاهل والضعف بين المجتمع السني في لبنان، وهو أمر أكثر خطورة لأنه يتعلق بحوالي 35 في المئة من السكان (50 في المئة إذا أضفنا اللاجئين السوريين الذين يعيشون على الأراضي اللبنانية، معظمهم من السنة)، ويأتي ذلك في سياق تزايد البؤس والفقر في البلد منذ الأزمة الاقتصادية لعام 2019”.
وتنقل الصحيفة عن الأكاديمي سامر حجار قوله: “طالما بقي الوضع الإقليمي على حاله، فإن الفراغ القيادي السني سيستمر في لبنان”.