اعمال

بعد سنوات من التوقف.. جهود إيطالية لإعادة تشغيل مختبر تحليل زيت الزيتون في سوريا

في زيارة تعدّ الأولى من نوعها، أجرى السفير الإيطالي بجولة في مديرية المخابر بمحافظة إدلب، الأربعاء، حيث زار مختبر تحليل زيت الزيتون، الذي يعدّ الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط والمعتمد لتصنيف جودة الزيت.

وكانت إيطاليا قد قدمت دعماً سابقاً لهذا القطاع في سوريا عبر مشروع التعاون الإيطالي مع وزارة الزراعة السورية، وهو مشروع استهدف تحسين وتطوير جودة زيت الزيتون بين عامي 2005 و2007. غير أن هذا المشروع توقف مع اندلاع الثورة السورية والحرب، ما أدى إلى تسرب الأجهزة والمعدات وترحيلها. ومع ذلك، تسعى الحكومة الإيطالية اليوم إلى إعادة دعم هذا القطاع الحيوي، بعد سقوط نظام الأسد.

وتكتسب هذه الجهود أهمية بالغة، لا سيما أن أشجار الزيتون تشكل ما يقارب 60% من إجمالي الأشجار المثمرة في سوريا، مما يجعلها ركيزة أساسية في الاقتصاد الزراعي لمختلف المناطق السورية.

دعم إيطالي لتعزيز جودة زيت الزيتون السوري
أشارت المهندسة عبير جوهر، مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، إلى أن زيت الزيتون السوري يتمتع بمقومات عالية تؤهله لدخول الأسواق العالمية، مما قد يسهم في تحقيق عوائد اقتصادية كبيرة للعاملين في هذا القطاع، بشرط استمرار الدعم والعمل على تحسين الجودة.

وفي تصريح لموقع تلفزيون سوريا، أوضحت جوهر أن زيارة السفير الإيطالي للمختبر تضمنت مناقشات حول إمكانية إعادة تفعيل عمل مختبر تحليل زيت الزيتون، الذي كانت الحكومة الإيطالية قد أسهمت سابقاً في تطويره.

كما تم البحث في الإجراءات اللازمة لدعمه، بدءاً من تزويده بأجهزة تقنية حديثة، مروراً بتدريب الكوادر الفنية، وصولاً إلى بناء خبرات متخصصة تضمن إنتاج زيت زيتون عالي الجودة، يحمل شهادات تحليل معتمدة دولياً صادرة عن هذا المختبر.

تعهدات إيطالية بخطة عمل متكاملة
وخلال زيارته، تعهّد السفير الإيطالي بتقديم الدعم الفني والتدريب، بالإضافة إلى تزويد المختبر بالتقنيات الحديثة والأجهزة اللازمة. وأكد أن الحكومة الإيطالية ستعمل على وضع خطة عمل متكاملة لتنفيذ المشروع بالتنسيق مع وزارة الزراعة السورية ومكتب الزيتون، بهدف تحقيق نتائج ملموسة تسهم في رفع جودة الإنتاج وتعزيز قدرة المنتجين السوريين على المنافسة في الأسواق العالمية.

أهمية المختبر في تصدير زيت الزيتون السوري
يُشكّل هذا المختبر مركزاً حيوياً لتعزيز هوية زيت الزيتون السوري في الأسواق الدولية، إذ يجري التحاليل الكيميائية اللازمة، ويمنح شهادات تحليل معتمدة لشركات الفلترة والتعبئة، بالإضافة إلى منتجي ومصدّري زيت الزيتون. وتزداد أهمية دوره اليوم بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بأشجار الزيتون بسبب الحرب والتعديات، وهو ما انعكس سلباً على جودة الزيت المنتج.

وترى المهندسة عبير جوهر أن تردّي الأوضاع الاقتصادية للمزارعين أسهم بشكل مباشر في تراجع إنتاجية أشجار الزيتون وجودة ثمارها، نتيجة عدم قدرتهم على توفير الخدمات الزراعية الأساسية اللازمة للعناية بها، مما يتطلب تدخلاً داعماً لإعادة هذا القطاع إلى مساره الصحيح.

مكافحة الغش وتحليل الجودة وفق المعايير العالمية
من جانبه، صرّح مؤيد الكوان، مدير مخابر الجودة، بأن الحرب أدت إلى فقدان العديد من الأجهزة التي كانت مستخدمة في المختبر، ما جعل الحاجة ملحة لإعادة تسليط الضوء على أهمية تحليل زيت الزيتون وفق المعايير الدولية، خصوصاً في ظل تطور وتعدد أساليب الغش في هذا المجال.

أما الدكتور زياد نمور، مستشار الخدمات الزراعية والبيطرية، فقد أشار إلى الاهتمام المتزايد من قبل منظمة التعاون الإيطالية بإعادة دعم هذا القطاع بالتنسيق مع مكتب الزيتون، مؤكداً أن هناك توجهاً من المنظمات الدولية نحو تطوير وإعادة تشغيل مختبر تحليل زيت الزيتون في سوريا، لما له من دور محوري في رفع جودة الإنتاج وتوسيع آفاق تصدير الزيت السوري إلى الأسواق العالمية.

بهذه الخطوات، يبدو أن قطاع زيت الزيتون السوري أمام فرصة جديدة للنهوض، بفضل الجهود المشتركة بين الحكومة الإيطالية والمؤسسات المحلية، في مسعى لتثبيت مكانة هذا المنتج في الأسواق الدولية، وضمان جودته بما يتماشى مع المعايير العالمية.

اترك تعليقاً