لا شك أن ما دفع الإعلام العبري لنشر فيديو، يزعم من خلاله بأن إيران أصبحت تمتلك سلاح يوم القيامة الخاص بهم ولديها النووي، هو على ما يبدو حقيقة دامغة لا يمكن التشكيك بها..
خاصة وأن الهزة الأرضية التي ضربت إيران قبل أيا لتحدث غباراً على رؤوس الجبال، هو الإيذان بالكشف أن إيران باتت تمتلك السلاح النووي رغم الغموض الذي ما يزال يكتنف هذه القضية بالذات..
ما صرح به الخبير الفلندي هاينونن: بأن الإيرانيون سيخوضون “مخاطرة هائلة” ومن المرجح أن يستخدموا الأسلحة النووية “كورقة مساومة وتهديد”.. جائت لتؤكد أن الخبير المذكور كان متأكداً من امتلاك إيران لهذا السلاح الاستراتيجي.
وأن التأكيد على أن الصواريخ التي أطلقتها إيران، على إسرائيل “يمكن تعديلها لحمل رؤوس نووية، وإيران قد تكون على بعد 6 أشهر على الأكثر لصنع 10 رؤوس جاهزة للانطلاق نحو أعدائها”.. هي محاولة لعدم الدخول في التفاصيل وحسب.
ناهيك على أن هذا الكلام التحذيري الطابع، نقلته صحيفة “التايمز” البريطانية عن نائب المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو الفنلندي أولي هاينونن Olli Heinonen البالغ 78 عاما، والذي أشرف على جهود الوكالة لمراقبة واحتواء البرنامج النووي الإيراني في الماضي، فقد ذكر للصحيفة عبر الهاتف من نيويورك أن إيران تزعم رسميا أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية بحتة، لكن إسرائيل ودول غربية ترى ذلك كواجهة لتطوير الأسلحة.
وكان تقرير صدر في أغسطس الماضي عن الوكالة المعروفة بأحرف IAEA اختصارا، ذكر أن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى 165 كيلوغراما، أي أكثر بنحو 20 كيلوغراما مما ذكرته هيئة الرقابة النووية التابعة للأمم المتحدة في مايو الماضي، علما أن صنع قنبلة نووية يتطلب تخصيبا بنسبة 90%، لذلك حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ فترة طويلة من أن إيران قد تحقق ذلك في غضون بضعة أشهر إذا رغبت بذلك.
وحذر هاينونن في التقرير المنشور بعدد يوم الخميس الماضي من “التايمز” البريطانية، من أن المسؤولين بإيران أشاروا أيضا إلى أنهم غيروا عقيدتهم الدفاعية بطريقة تشير إلى “نعم، يمكننا أن نفعل ذلك (استخدامها) إذا لم نحصل على ما نريد”.
مع ذلك، قال هاينونين إنه باستخدام الأسلحة النووية، فإن الإيرانيين سيخوضون “مخاطرة هائلة” ومن المرجح أن يستخدموها “كورقة مساومة وتهديد”.
وقال أيضا: “سيتعين على الرئيس الأميركي أن يفكر بوجود احتمال ضئيل لاستخدام هذه الأسلحة وعليهم أن يكونوا مستعدين لذلك”.
ذكر أولي هاينونن أيضا، أن مراكز الطرد المركزي الإيرانية مدفونة عادة تحت مناطق جبلية، وتحميها القوات وصواريخ الدفاع الجوي، وضرب التي تخصب اليورانيوم منها في مفاعلات نطنز وفوردو بهجوم مباشر قد يكون “تحديا”، وقد يؤدي إلى نتائج محدودة.
شيء شبيه بهذا الكلام قاله للصحيفة حميد رضا عزيزي، الخبير بالشؤون الإيرانية والزميل الزائر في مركز SWP الألماني للأبحاث، فقد ذكر أن الهجوم الإسرائيلي على المواقع النووية الإيرانية “لن يؤخر التنمية بشكل كبير (..) هذه المنشآت عميقة تحت الأرض لذا ستتطلب أكثر من هجوم عادي. إنها أكثر من منشأة واحدة، مثل المفاعلات العراقية والسورية. إنها متفرقة في أجزاء مختلفة من البلاد”، وفق تعبيره.