مجتمع

من حق الفقراء فقدان الثقة بالسياسيين.. بل واتهامهم أخلاقياً

تشير مجلة Social Psychological Bulletin، إلى أن الوضع الاجتماعي – الاقتصادي للناس، مرتبط كما هو معروف بثقتهم السياسية. وعادة ما تفسر هذه الحالة بالتنشئة الاجتماعية للفرد. فالأشخاص الذين لهم مكانة اجتماعية عالية، هم أكثر اطلاعا على القيم الديمقراطية، أو يتبادلون الثقة مع المؤسسات ذات المصداقية، ما يؤدي إلى توسع اهتماماتهم السياسية وفي النهاية تحسن علاقاتهم مع المسؤولين في الدولة.

ولكن في الدراسة الجديدة، يقترح الباحثان تيري بورنان وأليفييه كلاين من جامعة بروكسل الحرة، تفسيرا إضافيا- يعزز انخفاض المرتبة الاجتماعية- الاقتصادية، الشعور بأن البنية الاجتماعية تنهار، ما يقلل من الثقة السياسية.

وظاهرة “الشذوذ”- هي حالة المجتمع في ظروف تحلل الأعراف والتقاليد والمؤسسات الاجتماعية، التي من خلالها تختفي المعايير الأخلاقية والثقة المتبادلة بين الناس. وقد درس هذا المفهوم لأول مرة عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركهايم.

واتضح من نتائج الدراسة التي اعتمدت على نتائج استطلاع الرأي لسكان إقليم والونيا الناطقين باللغة الفرنسية في بلجيكا، ويعانون من صعوبات اقتصادية، أن الأشخاص الذين هم في مكانة اجتماعية- اقتصادية منخفضة، يشعرون بأنهم أكثر شذوذًا من الأشخاص ذوي المكانة الأعلى.

علاوة على ذلك، كلما انخفض الوضع الاجتماعي للشخص ودخله، تعزز اعتقاده أن النسيج الاجتماعي ينهار.

ويعتقد الباحثون، أن هيبة السياسيين بين السكان لا تعتمد فقط على أفعالهم. فإذا كان الناس ينظرون بصورة سلبية إلى العمليات الجارية في المجتمع عموما، فإنه يخفض الثقة بالمسؤولين في الدولة.

وأظهرت هذه الدراسة أيضا، أن الشعور بالشذوذ مرتبط بانخفاض مستوى الثقة الشخصية المتبادلة. لذلك يعتقد الباحثون أن اتباع سياسة اجتماعية تهدف إلى الحد من التفرقة الاجتماعية وعدم المساواة سيساعد على تحسين الأوضاع في المجتمع.