آراء سياسة

عندما تطول أمد المعركة.. سيهدم المعبد على النساك قبل العصاة

بقلم: عبد الكريم محمد

ليس من قبيل التندر، بقدر ما هي التجارب التي نعطينا المقدمات وشيء من العبر، عن إطالة أمد المهارك وما تحمله من تداعيات، على كل من يقبع تحت سقف المعبد، بمعزل عن إيمانهم من عدنه.. اليوم بدأت المعابد في العديد من الدول المتصارعة تشهد الانهيارات، هذه الانهيارات المدوية لحظة السقوط ستطال النساك قبل العصاة..

بل لا يمكن لأحد أن يقوى على تزمين ما يجري، أو يتكهن لحظة الانتصار، لأنه بكل تأكيد لن يكون فريداً على الساحة الدامية، ولن يكون وحيداً يسبح بالدون الهادئ.. قد يشعل أتون الحرب حالم بغد أفضل، متأمل ببناء مجتمع فاضل، يجلس على كرسي قيادته كانط أو افلاطون أو أي فيلسوف، كان قد نادى بما يحلم به، ليكون مستقبلاً فاضلاً للبشرية..

لكن وبكل تأكيد، عندما يبدأ الخراب وتطل وتتعاظم الالام وتكبر الجراحات، لا بد وأن يصبح هذا الواقع المرّ، نقطية بداية للدخول في مرحلة أخرى، لا يمكن لأحد كما أسلفنا رسم شكلها أو وضع توقيت لنهاياتها، أو حتى لجمها كما يظن، بمعزل عن ما يمتلك من قوة للتدمير.

كل الأشياء بكل تأكيد نسبية، وعندما يصبح الثأر شعاراً، يصبح الأقوياء كالكلاب الغريبة، تنهشها الجراء من كل صوب وحدب، هذه هي تجارب الأقوياء والقتلة والعصاة.. أنا ما أقصده بكل تأكيد هي الصراعات المفتوحة على غاربيها في البلدان العربية..

وفي هذا المقال أو المقام أقصد سورية الجريحة النازفة، فلا الزيارات عن العباءات قد تحل الأزمة، ولا عمامة الخامنئي ولا روسيا التي دخلت أو إدخلت المستنقع الأوكراني، والأمر سيان، سيقوون جميعهم على حل القضية السورية..

فالحل وقفة على خطوة جريئة واحدة، ستكون بوابة الحل للقضية، وهي تتمثل في استقالة أو إقالة رأس النظام، لتتاح الفرصة يتشكيل حكومة انتقالية، من كافة مكونات الشعب في سورية، دون أي تمييز أو استنسابية، لتجري بعدها انتخابات تشريعية ومحلية، دون النظر إلى أية مفاهيم طائفية أو أثنية أو جهوية أو مناطقية.. لأن مثل هذه التجارب، فشلت فشلاً ذريعاً في لبنان والعراق وليبيا والسودان..

دون ذلك سنشهد غياب مكونات اجتماعية، كانت يوماً تصول وتجول في تلك الديار، وهنا لا أقصد أبناء الديانة النصيرية وحدهم، بل والأكراد وكثير من المكونات الدينية والأثنية..ومن يتصور أن أمريكا ستقدم يد العون والحماية واهم، لا يعرف معنى لمفهوم جدلية العلاقات والمصالح..

 وسيكون الضحية، ليظهر من بين صفوف هؤلاء مدع للمعرفة، يكتب تاريخ هذه المجموعة أو تلك بأحرف مبتورة مرتجفة، مع مستوى هابط في القدرة على الصياغة ورسم المشاهد، التي قد تبدو له وحده أنها مؤلمة.