آراء

إلى متى ستبقى كذبة الشرق الأوسط الجديد؟!

بقلم: عبد الكريم محمد

على ما يبدو أن القوى الدولية ووكلائهم المحليين، تعودوا على استمراء الشعارات الكاذبة والمضللة، خاصة تلك القائلة بالشرق الأوسط الجديد.. والغريب بالأمر حقاً، الاتهامات المرفقة بالكذبة الجوالة، التي ما فتئت تخبو حتى تطل برأسها من جديد.. القائلة من ليس معي فهو ليس ضدي وحسب بل هو إرهابياً..

هذه الطريقة وهذا التجاهل والاحتقار، سيؤجج كل الصراعات، وسيخلق حالة من عدم الثقة، ليصل بدوره إلى حالة صراعية، لا يمكن لأحد أن يقوى على ضبطها، أياً يمتلك من القوة الخشنة، بما فيها القوة النووية.

هذا الكلام ليس من قبيل التنمر، أو الاستناد إلى أيدولوجيات صماء ومصالح ضيقة، بل بات قناعة عند شعوب الشرق بلا استثناء، حتى باتت النظرة لحالة الكره سرمدية، بفعل السياسيات المريضية الاستنسابية، التي تنطلق من قيم دينية دهرية وعنصرية، إزاء شعوب الشرق.

بل أن كل شعوب الأرض تمتلك قسطاً من الأمراض الاجتماعية، ولا يوجد نقاءً مطلقاً أو شفافية مطلقة، وأن شعوب الأرض قاطبتة تتصف بتدني الوعي وضحالة السلوك الانساني.. فلا فرق بين متطرف وآخر، وإن اختلفت المناطق الجغرافية والأعراق.. ولا فرق بين عنصري مريض في الغرب عن عنصري مريض في الشرق..

المطلوب أن تعود البشرية لصناعة العقلانية، والعمل الجاد على التخلص من القيم الاستعمارية الرخيصة.. التي تظل برأسها القذر في كل لحظة، تعيشها الشعوب على اليابسة.

وأن الكذبة بالتبشير لشرق أوسط جديد، تحل بإيجاد حالة من التوازن والاعتراف بحقوق شعوب الشرق بالعيش الحر الكريم، دون ذلك سندخل ويدخل العالم في ذاك النفق المظلم، الذي يعد قطعة من جهنم وحسب.