أدب

مُت عشقاً بالياسمين

بقلم: عبد الكريم محمد

مُت عشقاً بالياسمين.. لتجعل منه رداءً للخلود.. وإذا ما عشقت حجراً، عشه بكل ما تحمل من مشاعر حب الأشياء هياماً.. واجعل منه تلك العنقاء والحورية، وذات القد النحيل..

 بل عشه وكأنما يحاكي الأشياء فيك، ليحولك مرجلاً يفيض من على جانبيه ترياق الديمومة.. ليعيد إحياء الياسمين كمن يجاوره دهراً.. حتى لا تقوى على مغادرته بقدر صلاة ناسك.. أو ما يزيد فسحة من التأمل..

بل اجعل ممن عشقت قبلة لأحلامك، صورة نورانية كصفاء وجه البدر، عند انتصاف الشهر.. لتفوح الحياة عطراً.. وليقال عنك العاشق، ليرتحل إليك الأقحوان حجيجاً قبل الغروب.. يبحث عن عبق العشق، المتآخي مع وشائج روحك.. ورائحة الطيب والبخور، التي ملئت الكون عبقاً من ياسمين..

وخط نياط القلب ما استطعت على هيئة قربة أو جرة، ليختمر نبيذ عشقك فيك.. علك تجعل من ذاك القلب إماماً للعاشقين.. ومن ثغرك كأساً يقطر ذاك الرضاب، المختمر عشقاً كما طعم ذاك الريق..