أدب

من قال أن عشق الصباحات كفراً؟!

بقلم: عبد الكريم محمد

من قال أن عشق الصباحات كفراً، ومن قال أن الهيام بفراشة، أرخت بجناحيها على القرنفل جمالاً.. وحنت على قطرات الجورية لترتشف الندى، كان جنونا..  

لا تصدق أيها العاشق للأمس، لصباحات طنين النحل، وللعصافير الراحلة صوب السطوع، إلا دمي وأنا المرمي على الطرقات وحيداً هائماً وشريداً.. أن الهيام جنوناً وأن العشق كفراً..

لا تصدق الناسك الموهوم، الذي يلقي بخطاب عفته جزافاً، كما تلقي الأفاعي، عند أول الربيع بجلودها، لتلبس حلة أخرى.. علها تصطاد الفريسة، التي كانت قد حلمت بها قبل السبات.

دع روحك للهيام خيمة، واجعل من نياط قلبك بساطاً، وانسج من جدائلها وشاحاً.. وتذكر أن الهزيمة يتيمة كرائحة الموت، وأن حبك انتصاراً على ركام الحقد.. من مقتل هابيل حتى لحظة غفوك، الذي يشبه موتهم.. لتظهر كالفينيق عند أول الشروق.. علك تصبح نوراً.

كن كالروح جندياً مدججاً برائحة الياسمين وخصلة من حبق، وتذكر أن الأرواح جنود مجندة، وجدت لتحرس صغار العصافير، وعشقك الأبدي.. وأنا مثلك.

وجدت قنديلاً أو قل نجماً، لتدل الغرباء على طريق عودتهم.. وجدت لتعطي الحياة حياةً، والعاشقين أملاً بلقاء، طال انتظاره ولم يأت بعد.

عش ما استطعت حالماً، حتى لا تموت وأنت ما تزال حيا..