إعداد: رنا الصفدي
صحيح أن قمة الديموقراطية التي دعا إليها بايدن، في نوفمبر الماضي، ضمن مساعيه للدفاع الديمقراطية في العالم، وتحقيقاً للوعد الذي قطعه أثناء حملته الرئاسية.. إلا أن أمريكا باتت هي الأحوج لمراجعة ديموقراطيتها على المستوى الداخلي..
بل أن ما تقوم القمة على أساسه خاصة تلك الثلاثة أهداف رئيسية المتمثلة في: الدفاع ضد الاستبداد ومكافحة الفساد وتعزيز احترام حقوق الإنسان، بحسب ما يقول موقع وزارة الخارجية الأميركية على الإنترنت.. تحتاجها أمريكا.. قبل الدول غير الديموقراطية المدعوة لحضور مؤتمر بايدن العتيد.
وعلى ما يبدو،أن وسائل الإعلام الغربية كانت سباقة أكثر من غيرها بالرد على مؤتمر بايدن، فقد رأت مجلة “الإيكونومست” البريطانية أن المدعوين إلى قمة الديمقراطية ليسوا جميعاً ديمقراطيين.
وقالت إن قائمة المدعوين التي أصدرتها الخارجية الأميركية تضم 110 دول، مشيرة إلى أن الاختيار اعتمد على المصالح الأميركية أكثر من المعايير الموضوعية.
وعلى سبيل المثال، تصدر مؤسسة “فريدم هاوس”، وهي مؤسسة مقرها واشنطن وتصدر قائمة سنوية منذ عام 1973، بشأن تقييم حالة الحقوق السياسية والمدنية لدول العالم.
وتصنف قائمة “فريدم هاوس” دول العالم إلى دول: “حرة أو حرة جزئيا أو غير حرة”.
لكن قائمة الدول التي دعاها بايدن للحضور تضم دولا صنفتها “فريدم هاوس” على أنها حرة جزئيا أو غير حرة على الإطلاق، مثل أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفي تفسير الأمر، قالت “الإيكونومست” إنه يتعلق بحاجة إدارة بايدن إلى التنوع الإقليمي، لذلك تمت دعوة مثل النيجر، والاعتبارات الاستراتيجية لعبت دورا أيضا، فدول مثل باكستان وأكرانيا لديهما سجل باهت في مجال الديمقراطية، لكنهما شركاء استراتيجيون للولايات المتحدة.
ورغم تراجع الديمقراطية كثيرا في الهند والبرازيل، إلا أنهما ستحضران القمة، لا لشيء إلا لأهميتها السياسية للإدارة الأميركية.
“أميركا ليست الأفضل”
وقبل انعقاد القمة الأولى، طاردتها الانتقادات من كل حدب وصوب، فمجلة “فورين بوليسي” الأميركية اعتبرت أن القمة قد تأتي بنتائج عكسية.
وأضافت أن هناك مخاطر تنطوي عليها القمة لجمع دبلوماسيين من عشرات الدول دون هدف واضح.
ومن حيث المبدأ، ترى المجلة الأميركية أنه لا يوجد خطأ في عقد الديمقراطيات الموجودة في العالم، قمة لتعزيز الأفكار الليبرالية، وربما يعتبرها المرء مهمة ملحة في وقت تعيش الديمقراطية تحت الحصار في أماكن عدة وتواجه تحديات كبيرة مثل شبكات التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، على المرء أن يتساءل عن جدوى المضي قدما في هذه الفكرة حاليا، خاصة أن الهدف النهائي من الاجتماع يبدو غير واضح.
وتساءلت “فورين بوليسي”: هل من المفترض أن تسفر القمة عن نتائج ملموسة والتزامات جديدة أو برامج ذات تأثير قابل للقياس على قوة الديمقراطية حول العالم؟ أم هل هي عبارة عن حلقة نقاش يصدر عنها تصريحات براقة، ولكنها تؤدي إلى القليل من النتائج؟”.
واعتبرت المجلة أن الولايات المتحدة ليست أفضل مكان لاحتضان هكذا قمة، فأميركا مصنفة حاليا على أنها في فئة “الديمقراطية المعيبة” حتى قبل انتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ولم يحدث شيء لتصويب ذلك الوضع، فأحد الحزبين الرئيسيين في البلاد يرفض القبول بنتائج انتخابات 2020.