سياسة

إسرائيل.. تبحث عن الذرائع لحرب مفتوحة ضد الفلسطينيين

بقلم: عبد الكريم محمد

على ما يبدو أن النظام العربي القذر، قد أعطى من خلال سياساته الخيانية، جرعة عدوانية إضافية لإسرائيل، الباحثة دوماً عن حرب فاصلة مع الفلسطينيين.. في ظل انشغال العالم بالحرب الدائرة رحاها بين الروس والأوكران..

بل أن إسرائيل بكل قواها، إلا ما ندر، تجنح نحو العنصرية والتطرف أكثر من أي وقت مضى، ضد الفلسطينيين.. مستغلة مقولة بناء التحالف الإقليمي ضد الخطر الإيراني القادم من الشرق، والذي سيطال في خطورته العرب كما الإسرائيليين على حد سواء.

هذه السياسات العنصرية الفاقعة، والإذعان العربي القذر المغلف بالحرص على فلسطين وأهلها، ستخلق حقيقة حرب مفتوحة على كل الاحتمالات.. دون أن يدرك حكام العرب والصهاينة، أن هذه الحرب ستكون وبالاً على الجميع.. وستطال المنطقة العربية كاملة..  

أي أنها لن تكون مسقفة هذه المرة، وأن الوسيط العربي بات عدواً بنظر شعبه وبنظر الفلسطينيين، وستتحول الحرب بكل وضوح إلى حرب دينية فاقعة، خاصة وأن القدس ليست قضية وطنية كما حاولت السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير تسويقها من قبل..

فقضية القدس قضية دينية بامتياز، وهي تخص كل المسلمين على وجه الأرض، بمعزل عن الطوائف وشعاراتها، وبمعزل عن المصالح الآنية السعودية أو الإيرانية.. أي أن القدس لن تبقى محصورة بكذبة عاصمة فلسطين، لأنها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين..

المهم بالأمر، إذا ما بقيت إسرائيل على هذا السلوك العنصري اليميني القذر، وبقي الإذعان الخليجي والمصري والمغربي، بهذه الطريقة، المنحطة الفاقدة للشرف الخائرة العزيمة، فسيأتي حقيقة من يملأ الفراغ، وإيران لن تتخلف عن ملء الفراغ.. لحظها سيكون الفلسطينيون جميعاً حلفاء عضويين لإيران.. وسيكون لها السبق والأولوية في تحديد الاستراتيجيان في المنطقة دون منازع.

المؤسف أن العرب جربوا كثيراً الانسحاب من مسؤولياتهم، والنتائج كانت وما تزال من سيء إلى أسوأ، لكن هذه المرة، سيكون لإيران حصاد الموسم كاملاً، فالأقوياء هم من يكتب التاريخ على ظهور الضعفاء، باعتبارهم ألواحاً مسندة، يُخط عليها بالأحرف الأولى، نحن من يصنع تاريخاً جديداً في الشرق..

وعلى العرب أن يتعظوا مما يجري في أوكرانيا، فهي الأهم بالنسبة للغرب وأمريكا، وها هم يتفرجون على تدميرها بيتاً بيتاً، وعليهم أن يتعظوا مما يقوله الرئيس الأوكراني زيلينسكي، بأنه يثق بشعبه، لكنه لا يثق بأمريكا وغيرها من دول الغرب.