بقلم: عبد الكريم محمد
أرسل لي أحدهم وهو ليس صديقاً لي على الإطلاق، من برأيك سيبقى صديقاً لأمريكا بعد أن وضعت كل البشرية على قوائم الإرهاب.. حسب تصنيفها؟!
لم أنتظر كثيراً كي أفكر بكلمات مقعرة وجسور لفظية وجمل منمقة ومقفاة، يا صديقي من جعل ذات يوم أمريكا قائدة للعالم، هو من يحاول سحب كرسي السيادة والريادة من تحت مقعدتها، ليلقي بها في مهاوي الردى..
هذه أمريكا التي تقبع خلف الأطلسي يتراءى لها، أن العالم لا يمكنه أن يعيش من دونها، لدرجة وصل بها الوهم، أنها قارورة الأوكسجين التي تتنفس منها البشرية، وإذا ما أرادت أن تضع حداً لنهاية الحياة على هذه الأرض، يكفيها لحظات لإغلاق القارورة ليموت العالم، وتبقى أمريكا لأمريكا..
العالم كله من دون استثناء، بات يضيق ذرعاً من قرف السياسات الأمريكية، بل بات يدرك أن عمى القوة الموهوم، بدأ يأخذ هذه الأمريكا نحو حتفها، خاصة وأنها متمسكة في المضي نحو انتهاج مثل هذه السياسات، التي تركها نيرون منذ قرون من الزمن..
لتعلم أيها الصديق أو الأخ أو الشريك في الخلق، أن كل حلفاء أمريكا يكرهونها حتى الثمالة، وأن المثل الجوال فيما بينهم أو القاعدة الذهبية “بوس الكلب على ثمو لتاخد حاجتك منو”.. وهذه الحقيقة تعلمها جيداً، وأن هذا هو موقف كل حلفائها.. لدرجة أنها تربي أجيالها على مقولة، أن كل العالم يكرهنا، لأننا متخمون وسمان كما العجول المربوطة على المعالف.
يا صاحبي عندما تتحول الدول العظمى من النموذج الآخاذ الذي يجب أن يحتذى إلى ظاهرة البلطجي، عليك أن تدرك أنها سترحل مسرعة إلى الجحيم، باعتبار أن يداك أوكتا وفوك نفخ..
اليوم كما في السابق، أمريكا تدخل نفق أزمتها، في لحظة فارقة تفتقد إلى العقد الاجتماعي، تماماً كما الدول اللقيطة التي قامت على جنبات الغفلة من التاريخ أو الزمن.. وما هذه التصنيفات والقوائم الطويلة باتهام البشرية بالمروق والإرهاب، إلا تعبيراً عن محاولاتها الدؤوبة المحمومة، سعياً لترحيل أزماتها، لكن عليها أن تقتنع بأن كل شيء يحمل بذور فنائه في جوفه..
لقد انفضحت القضية برمتها، وهذه الأمريكا كل علمائها جلب من الخارج، وكل البهرجة والصولجان والأبهة، قد وضعت على محك التحديات..
ولو كنت أمريكياً وصاحب رأي مسموع لطلبت من أمريكا أن تعود لأمريكا، لأن الزمن لا يخدم إلا العقلاء وحسب، وأن عمى القوة نقمة على أصحابه.