Opinions

لا مكان لحرب دينية بين المسلمين.. فطبول الحرب الأمريكية قد دقت.. والساعة قد أزفت

بقلم: عبد الكريم محمد

لم يعد مكاناً للحروب الدينية المغلفة بالسنة والشيعة هذه الأيام.. بل ولم يعد ثمة مكاناً لحروب تافهة بين السلفية المتخلفة والصوفية والوسيطية.. فقد أزفت ساعة الحرب في منطقة الشرق الأوسط وأزفت ساعة الرحيل..

هذه الحرب لن تسمح لقوة بعينها أن تهيمن على منطقة الشرق الأوسط، وأن الاتفاق المثالي عند صانع السياسة الأمريكية بمعزل عن من سينجح بالانتخابات الأمريكية، السماح حتى لمعسكرها الإسرائيلي المتقدم، السيطرة لوحده على المنطقة وأن توزيع المهام ربط المنطقة بكليتها بأصابع اليد الأمريكية ..

دون أن نغفل أن الدول والحكومات وحتى الشعوب، هي دمى تافهة في خدمة اليانكي، وأن المتحولات الجديدة في سياسة الدول الكبرى، ستدفع إلى حرب كبيرة قد تتجاوز الحروب التقليدية.. والهدف هو إعادة الدول التي توسعت برضى أمريكي إلى قمقمها، وهنا أقصد إيران وتركيا وحتى المشاريع الصينية الواعدة في الشراكة مع دول المنطقة..

المهم إيران مضطرة للرد على إسرائيل، دون ذلك ستفقد إيران مصداقيتها مما سيفقدها لدورها الإقليمي التي كانت قد حصلت عليها لحظة حاجة العالم لملء الفراغ الأمني في المنطقة.. ولعل الحشد الأمريكي الكبير عبر الأساطيل الموزعة في البحار والمحيطات، والقواعد المتواجدة في أوروبا والمنطقة، تؤكد من جديد أن الحرب باتت حقيقة لا جدال فيها..

وأن محاولة إلباس الصراع القادم في المنطقة بلبوسات دينية وطائفية، هي استغفال للشعوب، فلا السني يمتلك من أمره شيئاً ولا الشيعي يمتلك من أمره شيئاً، وأن الحرب في المنطقة هي صراع محموم سعياً لديمومة السيطرة الأمريكية على المنطقة، بما في ذلك الحد من قدرات كل الدول الإقليمية في التمدد وفرض الهيمنة بالإقليم..

وبما يتماشى عن التمدد المحموم للصين عبر المشاريع الاستثمارية الواعدة التي ستتجاوز العالم مجتمعاً.. وبما يضعف الدور الروسي، الذي يمتلك علاقات واسعة مع دول وشعوب المنطقة..

المهم بالأمر، هل ستبقى المنطقة بعد توجيه الضربة الكبرى لإيران كما هي عليه؟ وهل سيكون الرد الإيراني في مواجهة أمريكا وإسرائيل بذات القوة، التي تصرح بها الدوائر الإيرانية؟

على كل حال الأيام القادمة، بعيداً عن فوز هاريس أو ترامب، وحدها كفيلة لترد على كل التساؤلات التي يطرحها كل متابع أو مهتم، أو حتى خائف ومرتجف ومنتظر بحذر من قبل الحكومات في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك دول الخليج وتركيا وأوروبا العجوز أيضا.

Leave a Reply