بقلم: عبد الكريم محمد
كم هي اللحظات قفراً.. وأنت تغفو على جنبات الوقت ضيقاً وانتظاراً.. لا تكن يا قلبي المتوجس، كمن ينتظر السنونو وقد هاجر للتو إلى البعيد امتثالا..
كم هي اللحظات صعبة حينما تولد من رحم الألم ألماً.. وأنت تبحث عن جنة كانت بالأمس تسمى كوخاً.. واليوم باتت دياراَ.. ودموع الحنين تقتاتك شوقاً، يا مليح اللمى.. وقلبي بك يوماً كان قد سمى..
انتظر هنيهة على جنبات البحيرة.. واذا ما اقتحمك الغياب اتكئ قليلاً حيث أنت، علك تصادف غريباً كان لك يوماً خليلا.. وإذا ما خانك الوقت، ارسم محياك قمراً ساطعاً على مرأة البحيرة، بعد أن حط الغريب وحطت القوافل أوزارها.. وانسحبت الرياح تعباً، أدراجها..
ارسم وجنتيك جورية لتغازل شذرات الروح منك.. طرباً..
ولا تنس أن تخط بعضاً من ذكرياتك على الرمال الرطبة.. علها تعيدك للحظة صوفية، كانت قد اختبأت في حنايا الفؤاد، شأفة خوف من ذاك المجهول الساكن فيك..
لا تنتظر الفجر خوفاً من العتمة، فمثلك يا بدر، من يباهي الكواكب في كبد السماء بعد منتصف الليل، زهواً وضياءً..