Economy Arabic Society

عن موقع جنوبية اللبناني: كوارث 2021 تلاحق اللبنانيين.. و2022 «حيث لا يجرؤ الآخرون»!

يتطلع اللبنانيون للاحتفال بانتهاء عام 2021، بالروحية عينها التي ودّعوا فيها عام 2020 وقبلها 2019 آملين بعامٍ جديد يعوضهم عن الخسائر الجمّة التي لحقت بودائعهم ورواتبهم ونمط حياتهم في الأعوام الثلاثة الماضية التي شهدت على اكبر انهيار بقيمة العملة الوطنية منذ تأسيس لبنان الى حد اليوم، فيما الحقيقة المرة التي تنتظرهم تتمثل بعامٍ اقسى وأصعب معيشياً واقتصادياً مع التوجه لرفع الدعم الكلي على ما تبقى من الخدمات الا اذا حصلت معجزة سياسية خرقت جدار العزلة العربية التي تعيشها البلاد.

فبحسب تقرير للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، أصبح الفقر يطال 74% تقريباً من مجموع السكان في لبنان، بعدما كان يسجل 55% في عام 2020، و28% في عام 2019، فيما وصف البنك الدولي الأزمة الاقتصادية في لبنان بأنها “الأكثر حدة وقساوة في العالم”، وصنفها ضمن أصعب ثلاث أزمات سُجلت في التاريخ منذ أواسط القرن التاسع عشر.

وامام هذه المعادلة الصعبة، اليكم ابرز المحطات التي شكّلت انقلاباً كبيراً في حياة اللبنانيين على صعيد الحياة المعيشية: مع بداية عام 2021، سجل سعر صرف الدولار 8آلاف ليرة في السوق الموازية، كما وكانت المنصة الإلكترونية المعمول بها لدى صرّافي الفئة “أ”، تقوم بتسعير الدولار عند 3850 ليرة للشراء، و3900 ليرة للمبيع، وبأبسط تقدير كان سعر ربطة الخبز 1500 ليرة فيما يحلق سعرها اليوم مسجلاً 9 آلاف ليرة للربطة الواحدة.

اما في ايار فسجّل الدولار قفزة كبيرة متخطياً حاجز الـ12 الف ليرة لبنانية، فسعّرت وزارة الإقتصاد كيلو البندورة مثلاً بمعدل 4 الى 5 آلاف ليرة فيما بلغ سعر كيلو البطاطا 4 آلاف ليرة وكيلو اللحم البقري 120 الف ليرة، اما اليوم حيث الدولار تخطى حاجز الـ26 الف ليرة، بات سعر كيلو البطاطا 14 الف ليرة والبندورة 11 الف ليرة وكيلو اللحم البقري 226 الف فيما سعر، حسب تقرير الوزارة.

الارتفاع الجنوني بالدولار لم يتوقف الى ان لامس مطلع شهر تشرين الأول من العام عينه حاجز الـ20 الف، وليترفع بالتوازي اسعار السلع حيث سجل سعر كيلو الدجاج المسحب مثلاً 80 الف ليرة، فيما كيلو اللحم البقري وصل الى 226 الف ليرة وبالنسبة الى العدس –طعام الفقير- فبلغ سعر الكيلو 23 الف ليرة بعدما كان في ايار 10 آلاف ليرة، اما الـ30 بيضة مثلاً فبلغ سعرها 96 الف ليرة حسب تقرير وزارة الاقتصاد الصادر يوم 20 كانون الأول 2021.

اما الصادم هذا العام، والذي هزّ وجدان كثر في لبنان والعالم هو التقييم الذي أجرته اليونيسف في نيسان 2021، حيث اظهر الإستطلاع أن ثلاثا من كلّ عشر أسر لديها طفل واحد على الأقل أوى الى فراشه بلا عشاء أو تخطى تناول وجبة واحدة على الأقل من الوجبات الثلاث. ودلّ أيضا الى أن جميع الأسر تعاني جراء إرتفاع أسعار المواد الغذائية.

الغلاء المعيشي المرعب، يُضاف اليه الرعب الأمني فحسب مؤسسة “الدولية للمعلومات”، فقد ارتفع معدل جرائم السرقة في عام 2021، بنسبة 137% عن عام 2020.

وعزت المؤسسة أسباب هذا الارتفاع إلى الأزمة الاقتصادية والمعيشية وارتفاع نسبة البطالة. الأزمة المعيشية والتفلت الأمني اسفرت في نهاية المطاف الى ارتفاع معدلات الانتحار في لبنان حيث يُقدم شخص واحد على الأقل على الانتحار كل 48 ساعة، بحسب أرقام أعلنها مؤتمر “كسر الصمت حول الانتحار”، الذي نظمه البرنامج الوطني للصحة النفسية ومنظمة الصحة العالمية وجمعية “إمبرايس”..

اما بالنسبة للتقارير الامنية اللبنانية فقد وصل عدد الوفيات التي سجلتها قوى الأمن الداخلي انتحاراً، إلى 1366 حالة خلال 11 عاماً، وفي 66% من الحالات كان المنتحرون ذكوراً، وفق الباحثين في المؤتمر.

هذا وبرزت هجرة اللبنانيين عبر البحار بطرق غير شرعية لتوصّف حجم المعاناة التي يعانيها هؤلاء في بلادهم، ولكن لا ارقام دقيقة عن هذا النوع من الهجرة، اما تلك النظامية فباتت سمة لمعظم العائلات اللبنانية التي غادرها فرد من الأسرة الى دول الخليج او فرنسا وكندا بحثاً عن مستقبلٍ أفضل.