Culture

عظمة الفكرة أن يجتمع حولها البشر.. ويحملها العقلاء كبشرى عظيمة

بقلم: عبد الكريم محمد

كثيرة هي الأفكار والفلسفات التي طرحت عبر تاريخ البشرية، بل يقال أن الأجيال المتلاحقة شهدت 124 ألف نبياً ومبشراً ونذيراً.. هؤلاء لم يصلنا الكثير من أخبارهم، ليس لأنهم بفتقدون إلى المصداقية، أو أن أفكارهم تفتقد إلى الرفعة والسمو، بقدر ما يمكننا الزعم أنهم افتقدوا إلى التفاف البشر حول أفكارهم النيرة والعظيمة..

فالفكرة أياً تكن حتى ولو كانت منزّلة من السماء، لا يمكنها أن تسمو لتتحول إلى فكرة خالدة، إلا بحملتها والالتفاف حولها.. من قبل حشد غفير من مريديها.

هنا لست مضطراً لأدخل بالديانات وحجم حملتها، لكن يمكنني القول بلا خوف أو ريبة، أن عظمة الأشياء تكمن في قوة الاقناع والإبهار.. وتتجلى عظمتها في قدرتها على اختراق النفوس لتأخذ في العقول حيزاً لا يمكن لأحد اقتلاعه أو تجاهله..

هذا الكلام حقيقية ليس دعوة إلى الإيمان من عدمه، بل لأقول بكل وضوح، أن الله لم يشأ أن يجعل الناس أمة واحدة، ليعطي للعقل قوة الابداع على انتاج الأفكار العظيمة، بمعزل عن منطق الإيمان بشيء دون غيره من الأشياء..

وليؤكد للخلق جميعاً أن أعظم خلق الله على الإطلاق هو خلق البشر، وأن أرقى أنواع العظمة هي العقل، فالله عز وجل، يتباهى بذاته ولذاته في خلقه لهذا العقل، الذي لم يتوصل أحد رغم تطور العلم لمعرفة خفاياه.. أو حتى كيفية استثماره إلى مديات مفتوحة غير مسقفة..

وأن البشرية رغم مئات الآلاف التي مضت على خلقها، لا يمكن لفرد منها الادعاء باستثماره لعقله على الإطلاق.. بل حتى الماورائيين والخارقين، لا يمكنهم إدعاء ذلك، بل أنهم يعجزون عن توصيف حالتهم التي يعيشونها، ويردونها لملكات تلقائية غير محددة أو مقصودة بالانتقاء المسبق.. وأن المسألة برمتهامحكومة  باشارات غير محددة، أو ذبذبات مجهولة الهوية والمنشأ بعيدة عن التوقيت..

لكن بعيداً عن كل ذلك فالفكرة العظيمة، لا يمكنها أن تصبح عظيمة، إلا عندما تترسخ نهجاً تشرئب لها العقول  والأنفس وتشخص لها الأبصار، دون ذلك تبقى الأشياء الأخرى مجرد هواجساً أو أفكاراً عابرة، لا يمكنها أن تعيش الديمومة وتدخل حيز الخلود.