أكد السفير البريطاني السابق بيتر فورد، أن قرار لندن بتسليم مؤسس ويكيليكس غوليان أسانج، دليل على نفاق حكومة المملكة المتحدة، في ملف حقوق الإنسان.
وحسب تصريحات لوكالة سبوتنيك، أكد فورد أن قرار محكمة لندن بتسليم مؤسس ويكيليكس غوليان أسانج إلى الولايات المتحدة، يفضح المعايير المزدوجة، ونفاق حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مهاجمة روسيا بشأن النزاع الأوكراني.
وقال فورد: “يسلط التطور الأخير في الحكاية الضوء على نفاق الحكومة البريطانية التي تدين روسيا بوقاحة لقمعها حرية التعبير وجرائم الحرب، بينما تضطهد هي نفسها صحفيًا لكشفه عن جرائم حرب ارتكبها أحد حلفاء المملكة المتحدة”.
وأوضح السفير البريطاني السابق أنه من المفارقات العجيبة أن تتحدث بريطانيا عن جرائم حرب روسية مزعومة في أوكرانيا، في الوقت الذي تقوم فيه بتسليم أسانغ لنشره تسريبات عن جرائم الحرب الأمريكية.
ولفت الانتباه إلى المعايير المزدوجة في التطور الأخير في كفاح أسانج الطويل لتجنب ترحيله إلى الولايات المتحدة لكشفه الكثير من أسرار الدولة، لافتا إلى أن هذا الأمر قد يدفع وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل، المتشددة الموالية لأمريكا، إلى التردد في تنفيذ هذه الخطوة.
وقال فورد: “في حين أنه من غير المحتمل أن تؤدي اعتبارات الاتساق واللياقة إلى ردع الحكومة البريطانية عن المضي في تسليم الصحفي، فإن قد تؤدي إلى اتهامات بازدواجية المعايير وبالتالي تقويض الدعاية المؤيدة لأوكرانيا”، مؤكدا أن مثل تلك الاتهامات “من المرجح أن تدفع الحكومة إلى المماطلة في الوقت الحالي في أي قرار”.
وأضاف: “على أي حال، لا يزال لدى فريق أسانغ القانوني خيارات لاستئناف عناصر أخرى من أحكام المحكمة السابقة التي ألزمت فعليًا محكمة وستمنستر الابتدائية بتخويل وزير الداخلية بتسليم المجرمين”، مؤكدا أنه “عندما يتم رفع القضية إلى وزير الداخلية لاتخاذ القرار النهائي، يمكن لمحامي أسانغ تقديم أدلة جديدة، وهو ما لا يمكنهم تقديمه في المحكمة”.
وكانت محكمة الصلح في وستمنستر بلندن، قد أمرت يوم الأربعاء الماضي، بتسليم أسانغ إلى الولايات المتحدة حيث يواجه عقوبة محتملة تصل إلى 175 عامًا في السجن.
من جهته قال كارلوس بوفيدا محامي أسانج لوكالة سبوتنيك أمس الخميس، إن فريق الدفاع عن مؤسس ويكيليكس لا يستبعد إمكانية تقديم طلب إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان للسعي لمنع تسليمه.
يشار إلى أن أسانج في حالة صحية سيئة وتعرض لسكتة دماغية أثناء احتجازه في المملكة المتحدة.
جدير بالذكر أن بيتر فورد هو دبلوماسي بريطاني عمل سفيرا لبلاده لدى البحرين من 1999 إلى 2003 وسوريا من 2003 إلى 2006. وبعد تقاعده تم تعيينه ممثلا للمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.