Economy

رأي: طبول الحرب التجارية الصينية-الأوروبية.. تصم آذان منظمة التجارة العالمية

بقلم: عبير شهابي
طبول الحرب التجارية بأول ردة فعل صينية على الاتحاد الأوروبي، بعد فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين بنسبة تصل إلى 38 في المئة، الأمر الذي دفع بكين لرفع دعوى قضائية في منظمة التجارة العالمية، المتعلقة بذات الشأن.

الصينيون من جانبهم يعتبرونها الخطوة الأولى، المتخذة ضد الإجراءات الغربية على منتجاتها من السيارات الكهربائية، بشأن النزاع الخاص بالرسوم التعويضية الأولية على هذا النوع من المنتجات، موضحة أن التدابير المتخذة لا تتوافق مع المادة السادسة من الاتفاق العام بشأن التعريفات الجمركية والتجارة.

بدورها منظمة التجارة العالمية قالت، إن المشاورات الأولية أعطت الأطراف فرصة لمناقشة القضية، وإيجاد حل دون محاكمة، لكن حال لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق خلال المشاورات في غضون 60 يوما، سيكون المدعي قادرا على طلب قرار من لجنة قضائية في المنظمة.

على كل وبعيداً عن قانون المواطنة، الإجراءات تأتي كمعاملة بالمثل مع دول الاتحاد الأوروبي.. سيما وأن الصين تنام على وسادة المخاوف الحقيقية من أن دول الأوروبية تسير خلف الولايات المتحدة الأمريكية في محاولة لفرض عقوبات على الصين.

على الرغم من أن بكين تمتلك الكثير من أوراق القوة، ما يجعلها قادرة على مواجهة تلك الإجراءات من الدول الأوروبية المتضررة والمنقسمة أصلاًداخل التكتل الغربي.. في لحظة يعتبر فيها السوق الصيني حاجة أساية لبعض الدول الأوروبية، ولا يمكنه الاستغناء عنه.

وأن اتهام أوروبا لبكين بتقديم دعم مالي غير مبرر للمصانع الصينية لكي تنافس وتزيد حصتها في الأسواق العالمية، هو تدخل سافر بالعلاقات الداخلية للصين وطبيعة هذه العلاقات، التي ما تزال اشتراكية.

حتى كذبة أوروبا برؤية أسعار السيارات والبطاريات الصينية غير عادلة، طرحت كذريعة لفرض جمارك عقابية على غرار السياسة الأمريكية..

السؤال الأهم، هل سيتم سيتم تسويته الملف بطريقة سلمية؟ وهل ستتراجع طبول الحرب التجارية عن الجعجعة المصمة للآذان؟

الحقيقية كل هذا مجرد زوبعة في فنجان أوروبا العجوز.. ولن تقوى أوروبا وأمريكا مجتمعتان على تصنيع حرب تجارية تصاعدية مع الصين، نظرا للشراكة الكبيرة بين الجانبين.. ونظراً للحاجة السلعية التي تنتجها الصين.

مع الأخذ بالحسبان، أن هذه الفترة تشهد إعادة تشكيل المشهد العالمي لسوق السيارات في ظل المنافسة القوية التي حسمت لصالح الشركات الصينية، فيما باتت الصين أكبر مصدر للسيارات الكهربائية في العالم.

وأن أوروبا اضطرت “مكره آخاك لا بطل”، إلى اتخاذ تدابير ضد الصين لحماية شركاتها المصنعة للسيارات من الانهيار وإبقائها في حالة المنافسة في السوق العالمية، مدعوما بالحرب التجارية التي تقوم بها الولايات المتحدة.