يقوم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الفترة من 19 إلى 20 يونيو/حزيران الجاري، بزيارة رسمية إلى جمهورية فيتنام الاشتراكية.
تتضمن هذه الزيارة اجتماعات مع القيادة الفيتنامية، ومناقشة المشاكل الأكثر إلحاحًا في العلاقات الروسية الفيتنامية، والتي تتطلب حلًا مبكرًا. وتتطلع كل من موسكو وهانوي إلى هذه الزيارة ونتائجها.
وتحدث خبراء روس في شؤون فيتنام وجنوب شرق آسيا عن ذلك لوكالة “سبوتنيك”، حيث قال فلاديمير كولوتوف، مدير معهد “هو شي مينه” في جامعة سان بطرسبورغ: “إن العالم الآن على وشك حدوث تغييرات جوهرية، وفي سياق الانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب، من المهم للغاية تحديد شكل العلاقات الروسية الفيتنامية بوضوح”.
وأضاف كولوتوف أن “القرارات الأساسية والاختراقية لا يمكن تحقيقها إلا على أعلى مستوى، ولهذا السبب فإن اجتماعات الرئيس الروسي مع الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي، والرئيس، ورئيس الوزراء، ورئيس الجمعية الوطنية الفيتنامية أمر ضروري ومهم جدا. إن روسيا تتخلص من أخطاء سياسة الإيمان غير المشروط بالغرب وتدرك أهمية الشرق”.
ويعتقد الخبير أن العلاقات الوثيقة بين روسيا وفيتنام مفيدة للجانبين. ويتعين على روسيا أن تعمل على تنويع علاقاتها في آسيا، كما أن فيتنام تتبع “صيغة هو شي مينه”، التي تقول: “المزيد من الأصدقاء يعني عدداً أقل من الأعداء”.
وليس من قبيل الصدفة أن يدعو الرئيس الفيتنامي، نغوين فو ترونغ، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعد إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة، للقدوم إلى فيتنام، وستكون فيتنام قادرة على الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا ومع شركائها.
إن فيتنام دولة مستقلة وذات سيادة، وإن هانوي هي من تقرر مع من تقيم علاقات وصداقات. وهذه هي الميزة التنافسية التي تتمتع بها فيتنام في العالم، ولهذا السبب فهي أيضًا مثيرة للاهتمام بالنسبة لروسيا.
أهم ثلاثة مقاصد للزيارة
بحسب دميتري موسياكوف، رئيس مركز دراسات جنوب شرق آسيا وأستراليا وأوقيانوسيا، في معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، فإن فيتنام حليف جيوسياسي لروسيا، لكن العلاقات بين البلدين طغت عليها الشكوك الغربية.
وفيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على روسيا، والتي أدت إلى تعقيد التعاون الاقتصادي، يقول البروفيسور موسياكوف: “المشاريع الروسية الكبيرة، التي سيعارضها الأمريكيون بالتأكيد، يمكن أن تساعد في التعاون الاقتصادي بين البلدين. إن إقامة التعاون الاقتصادي وإزالة العوائق أمام تنميته هو أهم موضوع للمفاوضات في هانوي”.
ويرى المؤرخ والعالم الثقافي، أناتولي سوكولوف، ثلاثة أهداف في زيارة الرئيس بوتين والوفد المرافق له “الأول هو مناقشة وتعديل العلاقات الروسية الفيتنامية في ظل الوضع الدولي الصعب الحالي. إن عدم مشاركة فيتنام في المؤتمر حول أوكرانيا في سويسرا يظهر بالفعل موقف هانوي تجاه هذا الصراع. الهدف الثاني هو التعرف على الرئيس الجديد ورئيس الجمعية الوطنية الفيتنامية.
الهدف الثالث المهم للغاية هو مناقشة ومحاولة إيجاد حلول للعديد من المشكلات التي تمنع التطوير الكامل للتعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي والإنساني بين البلدين، من التسويات المصرفية المتبادلة إلى استعادة الرحلات الجوية المباشرة والمشاريع العلمية المشتركة”.
وكانت الزيارات الأربع السابقة التي قام بها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى فيتنام بمثابة محطات مهمة في تطوير العلاقات بين البلدين. ويأمل الخبراء أن تكون الزيارة الحالية على هذا النحو.