بقلم: إياد مصطفى
كل لحظة يطالعك كذاب أو مأفون، منهم من يدعي لنفسه المعرفة بالتكتيكات القتالية على الأرض، ومنهم من يمتشق كذبة الشعارات في إعطاء الصراع بعداً إيدولوجياً، خاصة العربان ومن على شاكلتهم..
بوتن وجيشها المأمور بالحرب من خارج حدود أوروبا، فشل في حربه الظالمة على الشعب الأوكراني، فلا استخدام الأسلحة الكيماوية أو النووية ولا حرب الأرض المحروقة سيجدي نفعاً، وأن جيشه أصبح مقطع الأوصال، يفتقد إلى التواصل لوجستياً في أرض عزرائيل الأوكرانية..
أكثر من ذلك أن تدني الروح المعنوية أصبح بادياً في صفوف الغزاة الروس، بعد أن تقطعت السبل أولاً؛ ثانياً أن الحرب لم تكن تحمل بعداً وطنياً أو قومياً عند الروس أنفسهم، خاصة وأنهم يقتلون ابناء كنيستهم وجلدتهم دونما أي مسوغ مقنع.
وتقترب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا من إكمال أسبوعها الثاني، ولا توجد مؤشرات في الأفق لوقف إطلاق نار فوري ينهي إراقة الدماء.
يقوله الخبراء المفترضون بالصراعات والأمن، أن لدى بوتن الآن 3 خيارات بعد فشله في السيطرة على أوكرانيا بسرعة.
الخيار الأول: تصعيد العمل العسكري
بما في ذلك الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية أو النووية، مشيرا إلى وجود عناصر تشير إلى ذلك، مثل تزايد استخدام القوة النارية.
واستبعد استخدام الأسلحة الكيميائية أو النووية، فهذا يرجع إلى حديث بوتن بأن الروس والأوكرانيين “شعب واحد”.
الخيار الثاني: خطة أناكوندا
أن يقوم بوتن بانتهاج استراتيجية “التمدد” من خلال تنفيذ عمليات عسكرية توطئة لتطويق مراكز المقاومة الرئيسية والأمل في كسر الروح المعنوية الأوكرانية.
حيث أطلق عليه البعض استراتيجية “أناكوندا”، في إشارة إلى الخطة العسكرية التي تم وضعها في الحرب الأهلية الأميركية، وتتضمن حصارا تم تشبيهها بأناكوندا، الأفعى التي تخنق ضحيتها.
الخيار الثالث: التفاوض على اتفاق سلام
التوصل إلى اتفاق سلام عن طريق التفاوض غير مرجح في هذه المرحلة “لأن بوتن قد ربط نفسه بشدة ، من الناحية السياسية، بنجاح هذه العملية”.. وأن قبول أي شيء أقل من مطالبه الكاملة سيكون “ضربة كبيرة لهيبته”.
لهؤلاء جميعاً نقول أن الواقع المؤلم ينتظر بوتن ومن معه، وان الصراع سيبدأ في الساحة الحمراء الملطخة بدماء الأبرياء والمسحوقين.. وستصل ارتدادات ما سيجري في الساحة الحمراء إلى مكتب المعلم، القابع خلف الأطلسي، الذي أعطى لبوتن الأوامر وساعة العدوان على الشعب الأوكراني.