أشارت دراسة جديدة إلى أن العمل عن بعد يؤثر سلبا على التفاعلات الشخصية مع المحيط، ما ينعكس على إمكانية تبادل الأفكار بشكل فعال.
ووضع باحثون في جامعة كولومبيا ما يقرب من 1500 ثنائي عبر مكالمة فيديو أو شخصيا تحت التجربة، وطلبوا منهم العمل على خلق أفكار جديدة للمنتجات، ووجدوا أن جلوس الأشخاص وجها لوجه أدى إلى إنتاج أفكار أكثر إبداعا مقارنة بالذين تواصلوا افتراضيا، حيث رأى مؤلفوا الدراسة أن مكالمات الفيديو تركز على الاتصال عبر الشاشة دون تواصل مباشر للعين، ما يضيق نطاق تركيز الأشخاص ويعيق “العملية الواسعة والموسعة لتوليد الأفكار”.
وشارك في التجربة 1490 شخصا من خمسة دول في أوروبا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، حيث طلب منهم ابتكار أفكار للمنتج خلال ساعة، ومن ثم اختيار فكرة محددة لتقديمها باعتبارها ابتكارا مستقبليا لمنتج للشركة، بحسب “ديلي ميل”.
وخلصت الدراسة إلى أن المجموعات التي عملت افتراضيا تمكنت من إنتاج 7.43 فكرة في الساعة، في حين كانت النتيجة أفضل لمن عملوا من خلال التفاعل المباشر، 8.58 فكرة في المتوسط.
وقالت الباحثة ميلاني بروكس، المؤلفة المشاركة للورقة العلمية: “هناك العديد من المزايا المهمة للعمل من المنزل (WFH) والتفاعل الافتراضي بشكل عام، مثل الوصول إلى مجموعة أكبر من المواهب، ووقت أقل للتنقل، وزيادة مرونة الموظف”، مشيرة في الوقت نفسه إلى وجود العديد من العيوب المتعلقة بعدم وجود محيط تفاعلي متكافئ.
وبحسب الدراسة، فإن هذه النتيجة تتضمن فقط العيب المعرفي لعقد المؤتمرات عبر الفيديو عندما يتعلق الأمر بتوليد الأفكار، وأن النتائج التي تم التوصل إليها هي مجرد عامل إضافي واحد يجب على أصحاب العمل مراعاته عند تحديد إلى أي مدى ستكون أماكن العمل بعيدة.
وأكدت بروكس أن “مستقبل العمل سيكون مزيجا بين النموذجين، حيث يجب أن نكون استراتيجيين بشأن المهام التي نقوم بها عند العمل شخصيًا مقابل العمل عن بُعد”، مضيفة “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه يجب عليك التفكير مليا في إعطاء الأولوية لتوليد الأفكار خلال الوقت الشخصي”.