International

أفغانستان: من هو هبة الله أخوند زاده… زعيم حركة طالبان؟

صحيح أن صعود الملا هبة الله أخوند زاده، لأعلى منصب في حركة “طالبان” الأفغانية، أمرا لم يكن متوقعا، رغم أنه أحد الأعضاء المؤسسين للحركة وكان مساعداً مقرباً لمؤسسها الملا محمد عمر.
إلا أن المعلومات المتاحة عن الملا هبة الله أخوند زاده زعيم حركة “طالبان”، تؤكد أن الرجل كان مهتما بالمسائل القضائية والدينية أكثر من فن الحرب، حتى اغتيال سلفه أختر محمد منصور، الذي قُتل بغارة لطائرة أمريكية مسيرة في باكستان، في 22 مايو/ أيار2016.

في 25 مايو/ أيار 2016 استلم الملا هبة الله أخوند زاده قيادة حركة “طالبان”، في انتقال سريع للسلطة داخل الحركة.

وبحسب بعض المصادر، يتمتع هبة الله أخوند زاده بنفوذ كبير داخل الحركة، التي قاد الجهاز القضائي فيها، وتنقل في الوقت ذاته عن محللين تأكيدهم بأن وجود زاده على رأس “طالبان” سيكون رمزيا أكثر منه عمليا.

ورغم هذه الرؤية المصادر، أن هبة الله أخوند زاده تمكن من تحقيق وحدة الجماعة، التي مزقها صراع عنيف على السلطة بعد وفاة الملا منصور، وكان يميل إلى التحفظ مكتفيا ببث رسائل سنوية نادرة في الأعياد الإسلامية.
الجدير بالذكر، أن زادة قاتل ضد القوات السوفيتية وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان وعمل رئيساً لمحكمة عسكرية في كابول تحت حكم مؤسس طالبان وزعيمها الروحي الراحل الملا عمر. 

ومن اللافت بالأمر أنه وفور الإعلان عن اختيار زاده زعيما للحركة، بايعه الدكتور أيمن الظواهري زعيم تنظيم “القاعدة”، ولقبه بـ “أمير المؤمنين”، وهو الأمر الذي ساعد زاده بإثبات مصداقيته في أوساط الجهاديين.

بينما أفاد تلفزيون “شمشاد” الأفغاني المملوك للقطاع الخاص في سبتمبر/ أيلول من عام 2016، أن مجموعة عسكرية منشقة بقيادة مولوي نقيب الله هونر، أعلنت الجهاد ضد طالبان بعد تعيين أخوند زاده زعيماً لها، متهمة إياه بتولي هذا المنصب بأمر من المخابرات الباكستانية.
وفي 24 مارس/ آذار 2017 نشر تنظيم “داعش” الإرهابي مقطعا مصورا دعائيا بعنوان “على أبواب المعارك الملحمية” وصف فيه أخوند زاده بـ”طاغية طالبان”.

الاتفاق مع أمريكا
ورغم مبايعة “القاعدة” لزاده، وقعت إدارة الرئيس الأمريكي، السابق، دونالد ترامب، وحركة “طالبان”، تحت قيادة أخوند زاده، اتفاقات “تاريخية” في العاصمة القطرية الدوحة، في فبراير 2020، من ضمن بنودها انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان خلال 14 شهرا، في مقابل التزام “طالبان” بعدم السماح للقاعدة أو أي جماعة متطرفة أخرى بالعمل في المناطق التي يسيطرون عليها.

وفي هذا الاتفاق وافقت أمريكا كذلك على رفع العقوبات المفروضة على “طالبان” والعمل مع الأمم المتحدة على رفع العقوبات المنفصلة ضد الحركة، وخفض عديد قواتها في البلاد من حوالي 12 ألفا إلى 8600 وإغلاق العديد من القواعد، ووصف أخوند زاده الاتفاق بأنه “انتصار كبير” للجماعة.

وقبل هذا الاتفاق “التاريخي” وتحت قيادة أخوند زاده، أيضا، وافقت حركة “طالبان” في 9 يونيو/ تموز 2018، على وقف مؤقت لإطلاق النار مع الحكومة الأفغانية، بعد إعلان الرئيس الأفغاني أشرف غني في وقت سابق عن وقف إطلاق النار مع الجماعة المسلحة.

سيرته الذاتية
وبحسب السيرة الذاتية لأخوند زاده الموجودة على الموقع الرسمي لحركة “طالبان”، فزاده من مواليد 19 أكتوبر/ تشرين الأول 1967، في منطقة باجواي في ولاية قندهار بأفغانستان، وينتمي لقبيلة نورزاي القوية في قندهار.

وتشير السيرة الذاتية إلى أنه في عام 1996 عينه زعيم “طالبان” السابق الملا محمد عمر رئيسا لمحكمة عسكرية في كابول، وأنه (زاده) نجح في “استعادة القانون والنظام” في البلاد، وإن تطبيقه للحدود الشرعية لعب دوراً رئيسياً.

ولفتت السيرة إلى أنه في أعقاب الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001 لعب أخوند زاده دوراً “فاعلاً وقيادياً في إحياء وتنظيم الجهاد” ضد الغزاة.

وعين في 30 يوليو/ تموز 2005 نائباً لزعيم الجماعة الجديد، (وقتها) الملا أختر محمد منصور، بعد تأكيد وفاة مؤسسها وزعيمها الروحي الملا محمد عمر.

ينتظر الكثير من هبة الله أخوند زاده الفترة المقبلة، إذ لا يعرف أحد بالتحديد ما ستؤول إليه الأمور، لكن هناك شيئا بالتأكيد سوف يحدث، أو للدقة بدأ يحدث.