حوادث وجرائم

المجازر لا تموت بالتقادم.. نموذج صارخ عن التطهير الطائفي في منطقة بانياس السورية ضد المسلمين السنة.. كانت سورية مقبرة جماعية لأهلها

قتل نحو 500 مدني في البيضا مطلع مايو/أيار من عام 2013

تعتبر منطقة بانياس أوسع مناطق محافظة طرطوس إذ تبلغ مساحتها 720 كم2 . عدد سكان مدينة بانياس تقريبا170 الف يتوزعون إلى 105 من الطائفة العلوية و 45 الف من الطائفة السنية و 20الف من الطائفة المسيحية .

تشكل بانياس نقطة وصل بين مدن الساحل السوري عن طريق الطريق الدولي بين اللاذقية وطرطوس وتتصل بالمحافظات الداخلية عن طريق (القدموس مصياف) وهي قرى علوية .
حصلت عمليات التطهير الاثني في منطقتين سنيتين هما :

1-المنطقة الأولى : البيضا : حصلت فيها مجزرة بتاريخ 2/5/2013 :202 و تمكنت الشبكة السورية لحقوق الانسان من توثيق264 قتيل من أهالي البلدة كلهم مدنيون مو ثقون بالاسم و الصورة من بينهم 36 طفلا و 28 سيدة .

هذا ماعدا العشرات من المفقودين و العشرات من المعتقلين .

2-المنطقة الثانية : رأس النبع : الشهداء الموثقين بالاسم والصورة حتى اليوم في مجزرة رأس النبع في بانياس نتيجة القصف وما تلاه من القتل والتطهير الطائفي: 195 شهيدا بينهم 56 طفلا و 43 سيدة.

هذا ماعدا العشرات من المفقودين و العشرات من المعتقلين.

لايوجد تقديرات دقيقة حول أعداد المصابين بسبب المنع و الحصار الذي مازال مفروضا لحظة كتابة هذا التقرير.

بالتالي تبلغ الحصيلة الكاملة لعملية التطهير الاثني التي حصلت في منطقة بانياس 459 مواطنا مدنيا من بينهم 92 طفل و 71 امرأة.

تفاصيل المجزرة الأولى : قرية البيضا :
لقد أضحى أمراً ممنهجاً و روتينياً بأن تقوم قوات الحكومة السورية بمعاقبة المدنيين من أي منطقة تشتبك مع قواتها ولدينا عشرات التهديدات للمدنيين عبر مكبرات الصوت في مختلف أنحاء سوريا.. بأن المنطقة التي سوف تخرج منها طلقة واحدة سوف نبيدها وكأنها بذلك فقط تريد جحة أو ذريعة حتى تنفجر .

وهذا يخالف العديد من قواعد القانون العرفي للقانون الدولي الإنساني الذي يحكم النزاعات المسلحة :

القاعدة 1: يميّز أطراف النزاع في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين. وتوجّه الهجمات إلى المقاتلين فحسب، ولا يجوز أن توجّه إلى المدنيين.

القاعدة2: تُحظر أعمال العنف أو التهديد بأعمال العنف التي تستهدف بصورة رئيسية بث الذعر بين السكان المدنيين.

القاعدة 6: يتمتع المدنيون بالحماية من الهجوم، ما لم يقوموا بدور مباشر في الاعمال العدائية وطوال الوقت الذي يقومون فيه بهذا الدور.

القاعدة 7: يُميز أطراف النزاع في جميع الأوقات بين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية، ولا توجّه الهجمات إلا إلى الأهداف العسكرية فحسب، ولا يجوز أن توجهّ إلى الاعيان المدنيين.

القاعدة 10: تحمى الأعيان المدنية من الهجوم، ما لم تكن أهدافا عسكرية وطوال الوقت الذي تكون فيه كذلك.

اضافة إلى العديد من القواعد الأخرى.

في فجر يوم الخميس الموافق ل 02/05/2013 حصل اشتباك بسيط على احدى الحواجز العسكرية القريبة من البيضا بين عناصر من المعارضة المسلحة و القوات الموالية للحكومة السورية و تعتبر منطقة بانياس من أكثر المناطق هدوءا ، لأن منطقة بانياس من المناطق المختلطة التي لاتتواجد فيها المعارضة المسلحة مثل بقية المناطق.

بعد ذلك بساعه أو ساعتين تقريبا طوقت القوات الحكومية بلدة البيضا وبدأت الخطوات الثلاثة المتكررة في جميع المجازر:

1- حصار و قصف وقطع للكهرباء والاتصالات.

2- اقتحام.

3- قتل خارج نطاق القانون و ذبح و نهب و اعتقال.

قصفت البلدة التي لايتجاوز عدد سكانها ال 6000 بشكل عشوائي لعدة ساعات كما أكد لنا ذلك عدد كبير من الأهالي الذين نجوا من المجزرة وهناك من يتواجد منهم في تركيا حاليا فروا من الموت، كل ذلك وسط قطع شامل للكهرباء والاتصالات، بعد ذلك بدأت عملية الاقتحام من قوات الجيش والأمن والشبيحة من قرى مجاورة للبلدة تنتمي للطائفة العلوية.. ومن بعض أفراد حزب الله اللبناني وتم تمييزهم من لهجتهم اللبنانية.. وبدأت عمليات الذبح والقتل والإعدام بشكل رهيب وبالسلاح الأبيض من سكاكين وسواطير وضرب بالحجارة على الرأس حتى الموت وقاموا بعد ذلك بحرق للعديد من الجثث.

ارتكتب مجزرة تعتبر أفظع المجازر على الإطلاق في تاريخ الثورة السورية من ناحية ذبح الأطفال والنساء وتشوييهم وتقطيع أعضائهم وحرقهم ورمي الجثث متراكمة فوق بعضها البعض.

في اليوم التالي الجمعة الموافق ل 03/05/2013 و في قرابة الساعه العاشرة صباحا تجدد القصف المدفعي و الصاروخي العشوائي على قرية البيضا ، وحاول العشرات من الأهالي الفرار عبر البساتين.

بعد القصف بدأت عملية الاقتحام مجددا من محور آخر هو جبل العجمة و محور قرية المراح ذات الأغلبية المسيحية التي لم تكن مشاركة ولم يتم الاعتداء على أهلها فقد كانت التعليمات واضحة بأن تتم عمليات الذبح باتجاه الطائفة السنية فقط، بعد الاقتحام جرت عمليات ذبح بالسكاكين و السواطير وإعدامات ميدانية استمرت لقرابة الساعة الثانية ظهرا ولم تقم شعائر صلاة الجمعة طبعا.

هناك أعداد ضخمة لم يتم قتلها مباشرة بل تم اعتقالها واقتيادهم إلى قرية الزوبة المنتمية للطائفة العلوية وتوادرت أنباء عن حرقهم هناك.

بقيت الجثث في الطرقات و في داخل البيوت وفاحت منها رائحة التعفن.

أحرقت أعداد من البيوت و السيارت.

بعد ذلك وبالتوازي معه قامت أعداد أخرى من القوات الحكومية بمطاردة الأهالي الذين هربوا من البيضا إلى البساتين و البلدات المجاورة و شنت حملات دهم و ملاحقات و اعتقالات في كل من منطقة وطا البيضا الزراعية و منطقة سهم البحر وتواردت أنباء عن عمليات إعدام حصلت هناك لم نستطع الحصول على شاهد عيان أو ناجي من هناك حتى يؤكدها.

فرضت القوات الموالية للحكومة السورية بقيادة المجرم بشار الأسد، حصارا خانقا على قرية “المرقب ” و قرية ” البساتين ” .. وشنت حملات اعتقالات طالت العشرات وتحديدا في الحارة الفوقانية من القرية حيث اقتادوا عددا كبيرا من العوائل بكل من فيها من رجال ونساء إلى قرية تدعى ” الكوكب ” وسط عمليات من الضرب و الإهانة و الشتم، بعد ذلك طردوا النساء و الأطفال المعتقلين وسمحوا لهم بالعودة إلى قراهم مشيا على الأقادم، ولعل السبب وراء ذلك كما أخبرنا بذلك أحد الأهالي أن يبقى النساء و الأطفال بمثابة رهينة بين أيديهم.

استمرت عمليات النهب والاعتقال على مدار يومي الجمعة والسبت وشاهد الأهالي سيارات كبيرة محملة بالمفروشات نقلت إلى البلدات العلوية.

المجرزة الثانية : مجزرة راس النبع يوم الجمعه بتاريخ 03/05/2013

وردت بعض أنباء ماكان يحصل في البيضا من قصف وتقتيل في يوم الخميس 02/05/2013 إلى أهالي راس النبع الذي لاتزيد مساحته عن 400 متر وهو يعتبر من الأحياء الفقيرة ، فقام مباشرة أغلب سكان الحي بحمل أمتعتهم و النزوح من الحي هربا من الموت.

إن كل مايربط حي راس النبع بمدينة بانياس هو جسر يدعى باسم جسر راس النبع وهناك طريق آخر هو طريق الاتوستراد الدولي.

عندما حاول الأهالي الهروب من الحي عبر الجسر منعتهم القوات المتواجدة على حاجز الجسر وقاموا باعتقالهم جميعا ، ثم عزلوا النساء و الأطفال والشيوخ وأمروهم بالعودة إلى الحي أما الرجال فقد قاموا بتعذيبهم وإذلالهم وأجبرهم بعد ذلك على العودة إلى الحي.

وعندما حاولوا قبل ذلك بأيام قاموا أيضا باذلالهم ومنعهم من النزوح.

اعتمدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان على رواية عدد من الناحين من المجزرة وأبرزها رواية أبو محمد وهو مازال على قيد الحياة ويمكن التواصل معه.

في يوم الجمعة بتاريخ 03/05/2013 فجرا هرب عدد من الأهالي عبر الاتوستراد الدولي بعد أن أعيد العشرات من العائلات الذي حاولوا الهروب عبر جسر راس النبع.

عند ظهر يوم الجمعة قرابة الساعه 2.30 بدأت القوات الحكومية تطويق الحي وكما هي المراحل المبرمجة لدى جميع المجازر من تطويق ثم قصف ثم اقتحام و قتل و إعدام ونهب وحرق.

تم نصب المدفعية الثقيلة عند أسفل جسر راس النبع و مدفعية أخرى عند جسر القوز إضافة إلى عدد من الدبابات وفجأة و دون أي اشعار للأهالي بدأ القصف العنيف المركز والمتعمد باتجاه بيوت الأهالي لأنه لايوجد في الحي أحد غير الأهالي، استمر اطلاق النار الكثيف جدا لقرابة ساعه.

بدأ بعد القصف المرحلة الثانية وهي الاقتحام حيث اقتحمت الحي أعداد تقدر بحوالي ألف مقاتل وبدؤا باقتحام البيوت بيتا بيتا وبدأت عمليات الاعدام و القتل والذبح بحق عوائل تم إبدادتها بكاملها.
أخبرنا أبو محمد :
” بدأ الاقتحام الساعه 2.30 ظهرا كان المقتحمين يرتدون قمصان سوداء اللون و سروايل مموه، شاهدتهم بأم عيني وهناك منهم من أعرفهم وأعرف عوائلهم ، كعائلة زهرة و معروف و شديد وشمالي وحيدر وغيرها، وقد دخلوا على دفعات 200 ثم 150 ثم 200 واقتحموا البلدة بشاحنات وكانوا مجتمعين بحي القصور الذي يقطنوه العلويون، بدؤوا باخراج العوائل من بيوتها وإعدامها مباشرة كل عائلة لاتستغرق معهم أكثر من 5 دقائق.

هناك طفل أخرجوه ثم شقوه من رأسه حتى منتصف ظهره.

شاهدت شابا رموه على الأرض ثم انقضوا عليه ليطعنوه بالسكاكين.

شاهدت احدى النساء من عائلة أعرفها والنبت معروفه لدى اهالي الحي نزعوا عنها ثيابها و تم اغتصابها أمام عيني ثم قطعوا ايديها و ذبحوها نصف ذبحة.

احرقوا احدى الدكاكين و رموا بداخلها 4 أطفال بعد أن قطعوهم ثم رموا طفلة على قيد الحياة ضمن تلك النار.

أحاول أن استجمع قواي وذاكرتي هناك عائلة كاملة أمروهم أن يوجههوا أوجههم باتجاه الجدار ثم لقموا الروسيات عندها سقطت سيدة على الأرض ونجت من الموت وهي ماتزال على قيد الحياة.

أقدرعدد من تم قتلهم و ذبحهم الذين شاهدتهم فقط بقرابة ال 250 من جيران وأصدقاء وهناك مناطق عديده في الحي لم استطع رؤيتها.

استمرت عمليات الذبح و القتل حتى الساعه الواحدة ليلا بعدها بفتره هربت مع عائلتي عبر الجبل ثم علمت أنهم سمحوا لبعض من تبقى من الاهالي بالهروب عبر الكورنيش.

كيف كنا نعيش معهم ونمزح ونضحك ونأكل ونشرب هل هؤلاء بشر مثلنا “؟!!!

القرى التي خرجت منها باصات محملة بعناصر من الشبيحة للمشاركة بالمذبحة هي :

كعبية فارش _ دير البشل- العنازة – طيرو – المورد- العصيبة – الزوبة – القوز ببانياس – الدالية – تعنيتا – حريصون – كوكب أعلى البساتين – سربيون – القلوع – بارمايا – بلوزة ، بالإضافة إلى العديد من القرى الإخرى التي لم نتمكن من التعرف عليهم.

كما تعرف الأهالي على عدد من العائلات من تلك القرى التي شارك أبنائها بالمذبحة :

بيت احمد – بيت المشرقي – العاتكي – بيت علي – بيت العتيق – آل جديد – بيت الشمالي – بيت حسن – بيت سعود- بيت زهرة – بيت آل ديوب.

عائلة رجب قتلوا جميع أفرادها من الأم و الأب وحتى الأطفال بعدة طرق فظيعة جدا كالذبح و تفجير الرؤوس، بقيت فتاة من العائلة اسمها ايمان على قيد الحياة لفترة ثم ماتت متأئرة بجراحها الفظيعة.


عائلة ياسين وعائلة طه وعائلة سليمان وعائلة حسين وعائلة الزوزو وعوائل أخرى كثيرة اختفت من على جه الكرة الأرضية.

Leave a Reply