
تصاعد الجدل خلال الساعات الماضية بعد نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مقطع فيديو مثيرا للجدل، حوّل فيه قطاع غزة عبر تقنية الذكاء الاصطناعي إلى منتجع فاخر، في رؤية افتراضية تروج لما وصفه سابقا بمشروع “ريفييرا الشرق الأوسط”.
إلا أن الرد الفلسطيني لم يتأخر، حيث اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو آخر، أنتجه ناشطون فلسطينيون عبر الذكاء الاصطناعي، ليظهر غزة الحقيقية التي تنبض بسكانها وأهلها، بعيدًا عن التصورات المتخيلة.
على عكس الفيديو الأمريكي، أظهر الرد الفلسطيني مشاهد من حياة أهالي القطاع، حيث ازدحمت الشوارع بالسكان، واصطف الأطفال أمام بائعي الحلوى، بينما انتشرت قوارب الصيد الصغيرة على شاطئ غزة، في تجسيد للحياة اليومية التي يصارع الفلسطينيون للحفاظ عليها رغم الحرب المستمرة.
كما سلط الفيديو الضوء على عمليات إزالة الركام، حيث تعمل الجرافات على رفع أنقاض الأبنية المدمرة بفعل الغارات الإسرائيلية، لترتفع من جديد في تحد للصعاب.
وفي لقطة مؤثرة، ظهر طفل فلسطيني يحمل بالونا كُتب عليه بالإنجليزية: “أحب غزة”، في إشارة قوية إلى التمسك بالهوية والحق الفلسطيني.
أما العنصر الأبرز في الفيديو الفلسطيني، فكان استبدال تمثال ترامب الذهبي، الذي ظهر في الفيديو الأول، بعلم فلسطين يرفرف عاليا، في رسالة واضحة بأن غزة ستظل فلسطينية إلى الأبد.
وكان ترامب قد نشر مقطع الفيديو المتخيّل، يوم الأربعاء الماضي، حيث ظهر فيه القطاع وقد تحول إلى وجهة سياحية فاخرة، مع أطفال يخرجون من تحت الركام إلى شاطئ محاط بناطحات سحاب، بينما يتناول الملياردير إيلون ماسك وجبة محلية وسط أجواء فارهة، في حين تتطاير الأوراق النقدية في الهواء.
ولم يغب ترامب نفسه عن المشهد، حيث ظهر إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يستمتعان بأجواء المنتجع الفخم قرب بركة سباحة، في ظل تمثال ذهبي ضخم لترامب، وتماثيل أخرى مذهبة تحيط ببرج يحمل اسم “ترامب غزة”.
وأثار هذا الفيديو انتقادات واسعة، حيث اعتُبر محاولة لترويج مشروع اقتصادي قائم على تغيير واقع غزة دون الاعتراف بمأساة سكانها، وهو ما دفع الفلسطينيين للرد بفيديو مضاد يؤكد أن غزة ليست للبيع.