Literature

فكر بفنجان قهوتنا

بقلم: عبد الكريم محمد

دع ما تبقى من فنجان قهوتك المحلى.. ليصنع لنا النحل منه شهداً..وإذا ما جفّ أتركه أيقونة، ليبني على جنباته العنكبوت خيمة، نستظل بها..

وإذا ما غادرته الشمس، فليقبع في زوايا النسيان.. أو في ذمة الخلود..

فاللنسيان ذمة كما الأرواح، يعيش بين ظهرانيه من لا يقوى على صداقة الشمس عند الظهيرة.. كن صديقاً للشمس ولا تلذ خلف الظلال الرطبة.. وتذكر، أن الظلال مدن للعفونة والطحالب..

بل تذكر، أن التوحد مع أشعة الشمس تمنحك الحياة، وإن رَحَلت بلا مقدمات.. فالقبور الداثرة على جنبات المضارب، هي من يؤاخي بين شمس ظهيرتك ومساء قمرك، المرسوم على مرآة الوقت..

وتذكر أن مؤاخات الحبق والنعناع والياسمين للشمس، جعل منهم مبعثاً للرائحة العطرة.. كن صديقاً للشمس لتصبح مقصداً للعطار..

كن عطراً قبل أن تكن عطاراً أو صديقاً لذاك العطار..

لا شيء يساوي شذا رائحة جسدك التي ملأت الآفاق.. إلا أنت أيها الشذي، المتوحد بقامتك مع رائحة العود والعنبر..

كن رفيعاً كما الملائكة عند الغروب.. حراساً للبشر..

كن هيناً كما رائحة الياسمين الفواحة بعبق ريحها..

كن كما تريد أن تكون..

كن شفافاً كما تبدو لك طلة الشمس البهية عند البزوغ..

لا تكن خجولاً، حتى لو خجل من طلتك البهية أو ضياء جبينك، ذاك القمر..  

ثم فكر بفنجان قهوتنا ما حييت.