على الرغم من أمثولة هيروشيما وناغازاكي الرهيبة التي افتتحت العصر النووي في عام 1945، إلا أن البشرية رغم كل الجهود التي بذلت، عجزت عن السير في طريق التخلص من هذا السلاح الفتاك.
الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت أقرت في 5 ديسمبر عام 2013 جعل يوم 26 سبتمبر من كل عام، يوما للنضال من أجل التخلص التام من الأسلحة النووية، لتحقيق السلم والأمن على الأرض.
الغرض الرئيس من هذه الخطوة يتمثل في زيادة الوعي والتثقيف بشأن التهديد الذي تشكله الأسلحة النووية على البشرية، علاوة على تأكيد الحاجة الماسة إلى إزالتها بالكامل.
درسا هيرشيما وناغازاكي:
الدرس النووي القاسي الأول والأخير حتى الآن، جرى بإسقاط الولايات المتحدة في 6 أغسطس عام 1945 قنبلة نووية على مدينة هيروشيما اليابانية، وتلتها بعد 3 أيام بأخرى أكثر قوة بحوالي الضعف على مدينة ناغازاكي. في المجموع قتل في المحرقتين النوويتين حوالي 450 ألف شخص، فيما عاني من بقي على قيد الحياة من السرطان وأثار ومضاعفات الإشعاع الأخرى الرهيبة.
وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، يبلغ إجمالي المخزون العالمي من الأسلحة النووية أكثر من 12.1 ألف رأس حربي. في الوقت نفسه، يوجد حوالي 9,5 ألف منهم في الاحتياطيات العسكرية لدول مختلفة.
إحصاءات للترسانة النووية على الأرض.
الأمر الإيجابي تمثل في تسجيل انخفاض في عدد الأسلحة النووية في العالم بشكل كبير منذ انتهاء الحرب الباردة. هذه الأسلحة تقلصت من الذروة بحوالي 70300 رأس حربي نووي في عام 1986 إلى حوالي 13100 رأس نووي أوائل عام 2021
لكن رغم ذلك لا يزال إجمالي المخزون العالمي من الرؤوس الحربية النووية عند مستوى عال للغاية. حتى بداية عام 2021، يوجد في ترسانات تسع دول ما يقرب من 13100 رأس نووي.
تمتلك روسيا والولايات المتحدة 90 ٪ من جميع الأسلحة النووية في العالم. للبلدين 5800 و5400 رأس نووي حربي على التوالي. القوة النووية الثالثة الصين، زادت ترسانتها النووية إلى 500 رأس نووي في عام 2024، وهذا الرقم مرشح للزيادة.
تشمل قائمة الدول التي تمتلك لأسلحة النووية أيضا فرنسا والمملكة المتحدة والهند وكوريا الشمالية وإسرائيل وباكستان.
يُرصد على المستوى العالمي، تواصل انخفاض إجمالي مخزونات الأسلحة النووية، إلا أن وتيرة هذا الانخفاض تباطأت مقارنة بالسنوات الثلاثين الماضية. كما أن هذا التخفيض ناجم فقط عن مواصلة الولايات المتحدة وروسيا تفكيك الرؤوس الحربية التي تم التوقف عن استعمالها في الخدمة سابقا.
يُذكر أيضا أنه من بين 13100 رأس حربي نووي في العالم، يوجد ما يقرب من 9600 رأس في المخزونات العسكرية، وهي مخصصة للاستخدام في الصواريخ والطائرات والسفن والغواصات. وقد تم إيقاف تشغيل الرؤوس الحربية المتبقية، إلا أنها لا تزال مخزنة ولم يتم التخلص منها.
من بين 9600 رأس حربي نووي في العالم، يوجد حوالي 3800 رأس في حالة نشطة، في قواعد الصواريخ أو القاذفات. من بين هذا العدد يوجد حوالي 2000 رأس نووي أمريكي وروسي وبريطاني وفرنسي في حالة تأهب قصوى، وجاهز للاستخدام عند أول إشارة.
العدد الدقيق للأسلحة النووية التي تمتلكها كل دولة يعد سرا استراتيجيا. معظم الدول التي تمتلك أسلحة نووية تقدم معلومات قليلة أو تمتنع تماما عن الإفصاح عن حجم ترساناتها النووية.
خبراء يقولون إن الانفجار المتزامن لجميع الأسلحة النووية الموجودة على كوكب الأرض يعادل حوالي 15 مرة قوة بركان “كراكاتوا” في إندونيسيا الحالية. هذا البركان كان ثار في عام 1883 وهو حتى يومنا لا يزال واحدا من أكبر الكوارث في تاريخ البشرية.
من الإحصاءات اللافتة أيضا أن البشرية إذا حصلت على كل يورانيوم الأرض واستخدمته لصنع قنابل نووية، فستكون الترسانة النووية الناتجة مساوية في القوة لـ 10 مليارات قنبلة، على غرار تلك التي تم تفجيرها فوق هيروشيما. القوة التدميرية لهذه القنابل ستكون معادلة لقوة النيزك الذي يعتقد أنه وضع حدا منذ ملايين السنين لعصر الديناصورات على الأرض. البشر أيضا يمكن أن يواجهوا نفس المصير.
المصدر:RT