بقلم: عبد الكريم محمد
ما أجمل أن ترى الضحية منتصرة على الجلاد.. حتى لو كنت لا تقوى على الفرح.. ما أحمل أن ترى انتصار المظلوم على الظالم.. حتى لو كنت لا تقوى على الابتسامة..
بل ما أجمل أن ترى وجوهاً، عبثت بها المآسي وقد انتصرت بفارق لحظتين على ذاك المتعجرف..
ما أجمل أن تشم رائحة العدل ولو لامستك من البعيد، حتى تستمتع بطعم الأمل وانبعاث الحلم من غياهب النسيان.. كما الرضيع، الذي يداعب قدميه مستلقياً بأحضان دافئة، ينهم طعم الأمومة من ثدي لا ينضب..
ما أجمل أن تتصارع والنحل عند الصباح، على حبات الطلع للتو فاقت نديه.. بقلب وردة جورية..
بل ما أجمل رائحة التراب، الذي بللته غيمة يتيمة مرت من هناك.. لترحل على عجلٍ كما الطريد..
ما أجمل أن تسمع الأجراس في أزقة الصمت المريب، وكأنما قد ذهب الخلود للخلود، لتبدأ معها الحياة حياتها من جديد..
ما أجمل أشيائك عند الغروب في تلك الروابي، الغافية على جنبات النسيان..
بل ما أجمل الأصوات الخافتة مع أول ومضة للغروب، كما العاشق الخجل الممتطي صهوة حصانه من بعيد.. المتأني انتظاراً لخلود الكون والكائنات ورحيل الملائكة، ليسدل بعبائته الصمت ويعم السكون.
ما أجمل أن يلتقي ذاك الجامح مع الشموص بحضرة البدر.. وقد نام الشجر والحجر والقناديل هناك، قبل البشر.