بقلم: أ. حسن فياض
وأنت تفتحُ نوافذ الشتاء على تلك البلاد التي أنهكها الفقر والحروب، وامتلأت جورًا وظلمًا..
رفقًا أيلول..
وأنت تدس يديك في محافظ وجيوب الفقراء، دع لهم قليلاً من مؤونة ودفء تعينهم على العبور إلى تشارين وكوانين ومربعينية ممطرة شديدة البرودة.
رفقًا آيلول..
بالكبار.. الملائكة الصغار بالدواب والأشجار بالطيبين وحسن ظنهم بك.. لازلنا نحبك وتحتضنك أرواحنا بما توقظه بداخلنا وهج الحنين والذكريات، التي لونت سنين أعمارنا
نسرج لكَ قناديل الذاكرة لتشع دهاليزها كهوفها بالضياء.
فتنتشي أرواحنا وتهيم طوافًاحول أوطانها مثل تلك الطيور المهاجرة التي تفتح لها نوافذ الشتاء كل عام فتملأ الفضاء أسرابًابحلقات متتالية من الدوران الذي يأخذ شكل الإنتظار لمن تأخر منها استعداداً للرحيل بمنظر ساحر آخاذ.
تشكل الغيوم، هبوب الريح، لسعات البرد الخفيفة المتلاحقة..
تساقط زخات المطر على الأرض العطشى بعد انحباس طويل رائحة التراب السير تحت المطر..تطهرنا..
آيلول
كن رحيمًا….لطيفًا
لم يكن ذلك ورقًا أصفر تساقط عن يباس؟!