Politics

التاريخ يتوالد كما السلاسل حدثاً.. ما أشبه أمسهم بيومنا ويومهم

بقلم: عبد الكريم محمد

حقيقة ليس بهدف ملء الوقت والتسلية، بل لربما عبئ الأشياء وثقلها وتعثر الوقت أحياناً القابع بين الأمل بالغد وانتظار القادم هو وحده من يدفعنا لكتابة ما نعتقد أنه سيكون.. فاليوم حقيقة يشبه ذاك الأمس الذي جر على الشعوب الويلات والتشرد والفقدة والظلم والدمار.. ليخلف كماً هائلاً من الآلام وحّد بينها الوجع.

المهم بالأمر، غير مرة كتبت عن الثورة الفيتنامية وانتصارها، بل وكتبت عن أفغانستان كثيراً قبل انكسار الروس بأيام قلائل، واتذكر يومها زرنا السفارة الأفغانية في إحدى العواصم العربية، وكان الانكسار بادياً على حكومة بابراك كارمن ورفاقه..

يومها سئلت من بعض المدافعين عن الحكومة الاشتراكية في أفغانستان.. وقوة الرفاق في الجيش الأحمر التي لا تقهر، هل ستنسحب روسيا وتترك حلفائها يقاتلون دفاعاً عن آخر الثغور في كابل العاصمة؟!

طبعاً أنا كنت أحب تروتسكي جداً ولا زلت وكنت أحب ذاك البطل رياض الترك الرجل الاستثنائي، وكنت أعشق وديع حداد حد الثمالة.. بل كنت أعتبر ستالين وخراتشوف وذاك المحنط بريجينيف استعمار، بل إمبريالية حمراء على هيئة شيوعية، ولا يختلفون عن الرئيس الأمريكي ايزنهاور و دالاس أو عن تشرشل البريطاني أو ديغول الفرنسي أو حتى هتلر النازي وموسيليني الفاشي والرب هيروهيتو في اليابان شيئاً..

المهم بعيداً عن التفاصيل، روسيا دعمت الثورة الفيتنامية ليس كرهاً بالأمريكان، بل لوقف توغل الصين، وأمريكا وفرنسا كانتا تتفهمان الدوافع والأهداف، وأمريكا دعمت المد الإسلامي في أفغانستان، لذات الأسباب وتفهمت روسيا القصة كاملة.. يومها قلت واحدة بواحدة والبادئ أظلم.

اليوم التاريخ يعيد نفسه على ذات الهيئة، وإن كانت الصورة كاريكاتورية بعض الشيء، فأمريكا لا محالة سترضى صورياً الهزيمة في أوكرانيا، وروسيا وذيولها ستهزم في سورية وليبيا وأفريقيا لا محالة.. كما هزم التحالف الغربي في أفغانستان بالأمس القريب جداً.

وكل هذه الحروب وما يستبعها من هزائم، كلها تصب في حيز حروب الضرورة، بل أن أمريكاً ليست غاضبة كثيراً من حرب بوتين في أوكرانيا، الغضب حقيقة أوروبي، بل أكثر الغضب الحقيقي هو غضب بريطاني، حيث لا يوازيه غضاً على وجه الأرض..

وسنشهد هزيمة نكراء للروس في سورية، ذراً للرماد الأمريكية في عيون الأوروبيين، قبالة ذلك ستتفتت أوكرانيا لدويلات لم تكن على قيد الحياة من قبل، بما في ذلك أوكرانيا البولندية.

أما إيران ومصر والسعودية وغيرهم من الأسماء، هؤلاء حوّش ورخويات وأقزام، سيناطون بأدوار أمنية، تماماً كما أونيطوا بالأدوار القذرة إبان احتلال العراق في 2003 وما تبعها حتى لحظة بزوغ الربيع العربي، لكن هذه المرة لن تبقى هذه الرخويات على ذات الشاكلة القائمة عليه راهناً..