على ما يبدو أن الحرب الروسية – الأوكرانية أيقظت كندا من سباتها، الأمر الذي كان محفزاً لاتخاذ حزمة من القرارات الحكومية، خاصة تلك المتعلقة في زيادة إنفاقها العسكري 6.4 مليارات دولار أميركي، ولمدة 5 سنوات، على خلفية تلك الحرب.
وقد أوضحت وزيرة المالية الكندية، كريستيا فريلاند، بالقول بأننا “سننفق على الدفاع أكثر مما توقعنا قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا”، وفقا لوكالة “فرانس برس”.
وتابعت أن “نسبة الإنفاق الدفاعي هذه لن تسمح لأوتاوا بالوصول إلى الهدف الذي يريده حلف الناتو، وهو إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على التسلح لكل بلد عضو”.
وطبقا لصحيفة “تورنتو ستار” الكندية، فإن “أنظمة الدفاع الجوية لدى كندا قديمة، وليست قادرة على مواجهة الصواريخ الروسية الجديدة”، مشيرة إلى أن” ذلك سيتجاوز 20 مليار دولار”.
يقول خبراء إن نظام محطات الرادار الأرضية، والمصممة لاكتشاف الطائرات القاذفة الروسية التي تقترب من الأراضي الكندية، يجب أن يتم تجديده بالكامل.
وفي هذا المنحى، يقول رئيس مركز الأبحاث في مجال الدفاع بجامعة مانيتوبا الكندية، جيمس فيرغيوسون، إن “هذه الرادارات ليست قديمة فحسب، بل غير قادرة على تجاوز التهديدات الجديدة خلال الأعوام العشرة الماضية”.
ويضيف: “نحتاج حقّا إلى التفكير في الدفاع في أميركا الشمالية بطريقة مغايرة، كما أن العملية الروسية أدت إلى إبراز ذلك، وأن ذلك التهديد كان الأكثر حدة في المدى القصير”.
واقتصاديّا، تُخطِّط كندا لزيادة صادرات النفط والغاز بنحو 300 ألف برميل يوميّا بحلول نهاية العام الجاري في أعقاب الأزمة الأوكرانية.
من جانبه وزير الموارد الطبيعية، جوناثان ويلكينسون، قال إن بلاده تدرس استبدال الغاز الطبيعي المسال من كندا بالغاز الروسي، بعد الطلبات الأوروبية، حسب وكالة “رويترز”.
والجدير بالذكر، أن كندا تحتل المركز الرابع في انتاج النفط الخام عالميّا.. وتصدّرفي الوقت الحالي نحو 4 ملايين برميل يوميّا من النفط إلى الولايات المتحدة، ويُعاد تصدير جزء صغير منها إلى الخارج.
أما وزير البيئة ستيفن جيلبو، فيقول إن المشروع النفطي المسمّى “باي دو نور” سيتيح استخراج 300 مليون برميل خلال 30 عاما من حقل قبالة سواحل مقاطعة نيوفاوندلاند الكندية المطلة على المحيط الأطلسي.
وبموازاة ذلك، سجل معدل التضخم في كندا أعلى مستوى منذ عدة عقود عند 5.7 في المائة الشهر الماضي، كما ارتفع سعر البنزين وسلع البقالة والسكن، وفقا لهيئة الإحصاء الكندية.
أما وكالة “بلومبيرغ”، فتقول إن الصراع الجيوسياسي بسبب الأزمة الأوكرانية أدى إلى حالة عدم اليقين بإمدادات النفط العالمية، وهو ما زاد الضغط على الأسعار.
الأمر الذي دفع كبير محللي الطاقة في منظمة السلام الكندية، كيث ستيوارت، للقول إن “الحل هو تسريع التحول عن الوقود الأحفوري من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة والكفاءة”.