أصدرت السفارة الروسية في لبنان، اليوم الأربعاء، بيانا بشأن العملية العسكرية في أوكرانيا
وقالت السفارة في بيانها: “إن المشكلة الأوكرانية الحالية لها نشأة تاريخية معقدة. إنها نشأت نتيجة لمجموعة كاملة من التناقضات بين جميع الأطراف المعنية. تدين الدول الغربية بشدة تصرفات روسيا. ومع ذلك، لم يعد بإمكان روسيا تحمل الاستفزازات الغربية ومشاهدة محاولات تحويل أوكرانيا إلى موطئ قدم جيوسياسي ضد المصالح الروسية”.
وأضافت السفارة: “لقد حنثت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بوعدها بعدم توسيع الناتو إلى الشرق، وكانت هناك بالفعل خمس مراحل من هذا التوسع، ومن المحتمل أن تستمر هذه العملية، وبالتالي لم يعد من الممكن الوثوق بالغرب”.
وتابعت: “من أجل منع الصراع في أوكرانيا، طلبت روسيا أكثر من مرة ضمانات من الغرب بأن الناتو لن يتوسع، إلا أن الناتو رفض ذلك، معلنًا استمرار سياسة “الباب المفتوح”، وتم تجاهل مخاوف واقتراحات الجانب الروسي، ولذلك فإن المسؤولية عما يحدث في أوكرانيا تقع على عاتق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.
وأوضحت السفارة أنه “في المجال الأمني، يمكن أن يؤدي التجاهل لمصالح أحد من الأطراف، وخاصة ضمان تعزيز الأمن لأي طرف على حساب التعدي على مصالح الأطراف الأخرى، إلى مقاومة يائسة. هذه هي أهمية مبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة”.
وأكدت السفارة أن “إمكانية التسوية الكاملة للأزمة الأوكرانية تكمن في القضاء النهائي على أسباب الصراع، وليس في استمرار إمدادات الأسلحة والمرتزقة على نطاق واسع من قبل الغرب إلى أوكرانيا. من غير المقبول قطعا تسمية العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا “بالحرب الأولى منذ عام 1945″، كما فعل جان بوريل رئيس الدبلوماسية الأوروبية، وفي الوقت نفسه، يتعمد الغرب التكتم على حقيقة قصف الناتو في يوغوسلافيا والفصل القسري لكوسوفو عن صربيا، والعمليات العسكرية في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا، فضلاً عن العديد من العمليات العسكرية الأخرى للولايات المتحدة وحلفائها في الدول الأخرى ذات السيادة”.
وأشارت السفارة الروسية إلى أن “التدخل في الشؤون الداخلية للدول والإجراءات الأحادية والمعايير المزدوجة هي بالفعل أدوات عفا عليها الزمن للحرب الباردة، يجب التخلي عنها في زماننا. ويروّج الغرب لـ”نظام عالمي قائم على القواعد”، لكنه لا يعرّفها بأي شكل من الأشكال، حسب هذا المنطق، يمكن لأي دولة محاولة وضع قواعدها الخاصة وتفسيرها بشكل تعسفي دون مراعاة قواعد القانون الدولي”.
وقالت السفارة إن الإجراءات الأحادية الجانب تزيد الفوضى والغرب نفسه يتجاهل القانون الدولي، لكنه يغضب عندما يفعل الآخرون ذلك. إن مثل هذا النهج غير عادل تماما. إن المجتمع العالمي بحاجة إلى نفس القواعد للجميع، وهذه القواعد هي ميثاق الأمم المتحدة.
واختتمت السفارة بيانها بأن روسيا تؤيد نظامًا للعلاقات الدولية يقوم على القانون الدولي على رأسه ميثاق الأمم المتحدة، ويمكن الطريق إلى السلام والأمن في التخلي عن أساليب “الحرب الباردة” التي عفا عليها الزمن والتي سبق ذكرها وبناء نوع جديد من العلاقات الدولية.