Opinions

وين ما عشّرت تولد ببلادنا

بقلم: عبد الكريم محمد

هذه مقولتنا وما تزال هي الأصل في القناعة القائلة، أن كل الصراعات حتى وإن بعدت المسافات، لا بد وأن تعود إلى شرقنا باعتباره الساحة الدائمة للصراع.. لما تمتلكة من ميزات افتقدتها الأرض بكل اتجاهاتها شمالاً وجنوباً، شرقاً أو غرباً..

أي لا يمكن لحالم أو محارب يقبع خلف البحار والمحيطات، في بناء إمبراطورية قوة أو مال أو جاه، يمكنه أن ينجح من دون وضغ موطئ قدم فيها.. هكذا كانت منذ الأزل وما تزال..

ما نشهده هذه الأيام من الحمل الكاذب للصراع بين الروس والأمريكان، أو بين الغرب والشرق وما بينهما، سينتقل لشرقنا في أسرع ما يمكن، ولعل سورية الكبرى وليست سورية المقطعة الأوصال، ستكون في الأيام والأسابيع، أو إذا شئت قل الأشهر، ساحة للنزال وستشهد ولادة الحمارة السائبة التي عشرت بأوكرانيا.

هذه المرة، وإن ولدت نغلاً، بنظر البعض، سيتحوّل هذا النغل إلى ما يشبه الجبال الراسيات بقوة تحمله على الشدائد،  وسيضرب مثلاً هذا الغلاسي الطيب، ليغيّر المفاهيم والأجندة التي استكان لها صناعها، بفعل المؤامرة التي يألفونها على الدوام.

المهم سورية المقطعة الأوصال، ماتزال أوصالها تحن لدفء الجسد، وأن القادم سيقلب ظهر المجن، وسنشهد مرة أخرى غياباً لدول هامشية ولأسماء غير حميدة، كانت قد شكلت سرطاناً بالجسد الواحد..

بعد أيام وأسابيع، ستبتلع صحارى سورية وجبالها وسهولها، كل القوى الطامعة التي بدأت تشارف نجومها على الأفول.. وأن النغل الذي يحمل طباع خاله في تحمل الشدائد، سيجلس على منصة شرف الشرق، إلى سنوات مديدة، قد تعرف متى تبدأ، لكن النهاية ستكون مجهولة بكل تأكيد.