International

وزير الخارجية الإيراني: مفاوضاتهم معنا تكشف عدم قدرتهم على تدمير منشآتنا النووية

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، دعم وزارته للتجارب الصاروخية التي تجريها طهران، مشددا على أهمية الدبلوماسية المستندة إلى القوة، وأوضح أن “القدرات الصاروخية تمثل جزءا أساسيا من هذه القوة”.

وأضاف في مقابلة مع وكالة “تسنيم” الإيرانية: “لو لم تكن لدينا هذه القدرات لما تفاوض أحد معنا، وإذا كانوا قادرين على تدمير منشآتنا النووية بضربة واحدة، لما جلسوا على طاولة المفاوضات لأكثر من عامين، ولماذا كانت اجتماعات وزراء خارجية أمريكا ودول (1+5) تمتد لأسابيع وأيام طويلة؟ السبب هو عدم امتلاكهم القدرة العسكرية على القضاء على منشآتنا”.

وأشار عراقجي إلى أن “القوات المسلحة الإيرانية، بفضل قدراتها الصاروخية الردعية، وفرت الحماية للمنشآت النووية”، وهذه القدرات هي الدرع الذي صان هذه المنشآت وأسهم في حماية البرنامج النووي”، مؤكدا أن “أي مفاوضات مستقبلية تعتمد على استعداد الطرف الآخر”.

كما شدد على أن طهران “لم تتخلَّ عن المفاوضات، حتى بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، وأنها ما زالت تؤمن بالطبيعة السلمية لبرنامجها النووي.

وتابع قائلا: “نحن على استعداد للمفاوضات إذا كانت عادلة وشريفة، وتحترم حقوق الشعب الإيراني وخطوطنا الحمراء، وتسهم في رفع العقوبات مع الحفاظ على الكرامة الوطنية، المفاوضات يجب أن تكون هادفة وليست مجرد حوار بلا جدوى”.

وأضاف أن “إيران تعمل دائما ضمن الإطار السلمي لبرنامجها النووي، وأن من يشعر بالقلق يمكنه التوجه إلى طاولة المفاوضات”.

وأوضح أن “استخدام الضغوط والعقوبات لم يحقق أي نتائج في الماضي”، مشيرا إلى أن إيران واجهت سياسة “الضغوط القصوى” بسياسة “المقاومة القصوى”.

وختم وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، تصريحاته بالقول: “إذا اختار الطرف الآخر لغة الاحترام والمفاوضات العادلة، سنرد بالمثل، نحن مستعدون لاتخاذ أي مسار يؤمن مصالح الشعب الإيراني، وسنتبعه بعزم وثبات”.

جولة جديدة بين إيران والترويكا

أعلنت السلطات الإيرانية، أمس الأربعاء، عن عقد الجولة الجديدة من المحادثات بين إيران والترويكا الأوروبية، في 13 يناير/ كانون الثاني الجاري.

وقال نائب وزیر الخارجية للشؤون الدولیة کاظم غریب آبادي: “إن ما یجري بین إيران والدول الأوروبیة الثلاث هو المباحثات ولیس مفاوضات”، حسب وكالة “إيسنا” الإيرانية.

وشدد آبادي على أن “إيران سعت دائما، وبالتعاون المستمر مع الدول على الصعيدين الإقليمي والدولي، إلى توسيع نطاق التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب لأن الإرهاب ظاهرة تتطلب تحرکا جماعيا وتضامنا عالميا لمكافحتها”.

وكانت تقارير قد كشفت الأسبوع الماضي، بأن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترمب، سعى إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد مع إيران بمجرد توليه منصبه الشهر المقبل.

وبعث ترامب خلال الأيام القليلة الماضية رسالة إلى إيران عبر سلطنة عمان، لاستشعار استعدادها لمثل هذا الاقتراح، وفقا لصحيفة “بغداد اليوم” العراقية، أمس الأحد، نقلا عن مصدر مقرب من حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وقال المصدر إنه “في الأيام القليلة الماضية، تسلمت إيران رسالة من الإدارة الأمريكية المنتخبة عبر سلطنة عمان، وهي من القنوات المهمة في تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن”، مضيفا أن “رسالة ترامب التي كتبها إلى المسؤولين الإيرانيين يؤكد فيها استعداده للتفاوض مع طهران وإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي غير الاتفاق الذي جرى التوصل إليه عام 2015، وانسحب منه ترامب شخصيا عام 2018”.

وردا على ما وُرد في تقرير الصحيفة العراقية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي أسبوعي: “ليس لدي معلومات حول ذلك، وبخصوص المفاوضات، نحن لم نغادر طاولة المفاوضات أبدا، وكنا دائما ملتزمين بمواصلة الحوار”، وفقا لوكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية.

وأردف: “إذا احترم الأطراف الآخرون آداب التفاوض، فلا مانع لدينا من التفاوض من أجل تأمين مصالح الشعب الإيراني”.

يذكر أنه في عام 2015، وقعت بريطانيا وألمانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيران على خطة العمل الشاملة المشتركة، التي تضمنت رفع العقوبات عن إيران مقابل تقييدها لبرنامجها النووي.

لكن في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (في ولايته الأولى)، وتحديدا في مايو/ أيار 2018، انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي بشكل أحادي، وأعادت فرض العقوبات الاقتصادية على طهران.

ومن جانبها، ردت طهران عليها بالتخلي عن بعض القيود المفروضة على نشاطها النووي، المنصوص عليها في الاتفاق.

Leave a Reply