
كشف مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا عن ضغوط أميركية وفرنسية على “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” لوقف تجنيد الأطفال والقاصرين في مناطق شمال شرقي سوريا، وذلك بعد تصاعد عمليات التجنيد من قبل تنظيم “الشبيبة الثورية” خلال الشهر الماضي.
وقال المصدر إن ممثل الخارجية الأميركية طالب قائد “قسد”، مظلوم عبدي، بإيقاف عملية تجنيد الأطفال من قبل تنظيم “الشبيبة الثورية” والمجموعات العسكرية الأخرى.
وأوضح المصدر أن الخارجية الأميركية “حذرت من خطورة استمرار هذه الانتهاكات في هذه المرحلة الحساسة، وتداعياتها على قسد ومناطق شمال شرقي سوريا”.
وأكد المصدر تلقي “قسد” رسالة مماثلة من المبعوث الفرنسي، ريمي داروين، قدّم فيها قائمة بأسماء عدد من الأطفال الذين تم تجنيدهم مؤخراً، داعياً إلى إعادتهم إلى عائلاتهم، ووقف عمليات الخطف والتجنيد القسري للقُصّر.
وأشار إلى أن عبدي قدّم وعوداً لواشنطن وباريس بالعمل على إعادة الأطفال قريباً، ووقف عمليات التجنيد، متذرعاً بأن “بعض الأطفال يلجؤون إلى مراكز تابعة للإدارة الذاتية هرباً من العنف المنزلي، أو أن حالات التجنيد تتم خارج الإطار الرسمي وبدون علم قيادة قسد”.
حزب العمال الكردستاني يأمر بتوسيع عمليات تجنيد الأطفال
اتهم مصدر مقرّب من “قسد” حزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء تصاعد عمليات تجنيد الأطفال والقاصرين خلال الفترة الأخيرة، بهدف خلط الأوراق وإظهار مظلوم عبدي بمظهر القائد الضعيف أمام حلفائه الغربيين.
وأوضح المصدر أن تنظيم “الشبيبة الثورية” يُدار بشكل مباشر من قِبل قادة عسكريين تابعين لحزب العمال الكردستاني، ويعملون بشكل مستقل عن مؤسسات “الإدارة الذاتية” وأجهزتها الأمنية والعسكرية.
وأشار إلى أن “عبدي وقواته لا يستطيعون استعادة أي طفل دون موافقة القادة العسكريين المشرفين على تنظيم الشبيبة، وغالباً لا يعلم عبدي بعمليات التجنيد إلا عبر صفحات التواصل الاجتماعي أو من خلال طاقمه الإعلامي”.
ويرى المصدر أن “عودة نشاط تنظيم الشبيبة الثورية مؤخراً، رغم التطورات السياسية في المنطقة، لا سيما بعد نداء عبد الله أوجلان بحل حزب العمال الكردستاني وإلقاء السلاح، والاتفاق بين عبدي والرئيس السوري أحمد الشرع، تهدف إلى تصعيد التوتر الداخلي وتأكيد نفوذ التيار المتشدد داخل الحزب في شمال شرقي سوريا”.
مئات الأطفال مجنّدون شمال شرقي سوريا
أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن تنظيم “الشبيبة الثورية” جنّد الطفلة سلافا إسماعيل قادر، من أبناء قرية كاروس التابعة لمدينة عين العرب (كوباني) بريف محافظة حلب الشرقي، يوم الخميس الماضي، وتم منعها من التواصل مع ذويها أو السماح لهم بزيارتها.
وأشارت الشبكة إلى أن نحو 413 طفلاً ما زالوا قيد التجنيد الإجباري في المعسكرات التابعة لـ “قسد”.
ويُعرف تنظيم “الشبيبة الثورية” أو جوانن شورشكر Jawanên Şoreşger بأنه مجموعة تتألف من شبان وشابات، معظمهم قاصرون، لا يتبعون فعلياً لأي من مؤسسات “الإدارة الذاتية”، ويقودهم كوادر عسكريون ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني.
وتُتهم “الشبيبة الثورية” بالوقوف خلف عمليات تجنيد الأطفال والقاصرين، وارتكاب انتهاكات أخرى، بينها حرق مقارّ الأحزاب المعارضة للإدارة الذاتية، وخطف الناشطين السياسيين والصحفيين والمعارضين في المنطقة.