بقلم: د.أحمد خليل الحمادي
مما لا شك فيه بأن درعا هي مهد الثورة التي انطلقت لتعم سورية بأكملها، وعلى الرغم من الانتكاسات التي تعرضت لها الثورة بعد عام ٢٠١٨م لكن ما زالت الثورة مشتعلة فيها ومازال ثوارها يتمتعون بعزمهم و تصميمهم على الانتصار والقضاء على النظام الطائفي والعصابة الحاكمة التي حولت سورية لمزرعة خاصة تتحكم بها كما تشاء.وبالنسبة للجنوب عموما ودرعا خاصة فأن النظام السوري تمكن بعد عام ٢٠١٨م كسب جولة عسكري ولكنه لم يتمكن من تحقيق الحسم النهائي فسلطته هشة اسمية لا تتجاوز مواقع حواجزه وقطعه و مربعاته الأمنية، بل هذه ذاتها تتعرض للاستهدافات المتواصلة من قبل الثوار والأحرار بعد تغيير استراتيجية وتكتيك الصراع العسكري ليتحول إلى استراتيجية وتكتيك حرب التحرير الثورية.
أو كما تسمى ببعض الأدبيات الثورية بحرب العصابات او حرب الأغوار والاعتماد على قاعدة أضرب وحقق هدفك وأهرب، أي قاوم بما تستطيع دون أن تواجه بشكل مباشر مستنفراً عدوك في قواه وإمكانياته وذلك نتيجة الضرورة الثورية بعد عام ٢٠١٨م وعدم إمكانية المواجهة العسكرية المباشرة.
أما بالنسبة لداعش فلا وجود لها في حوران عامة وفي محافظة درعا خاصة، وحوران بيئة طاردة للفكر الداعشي وتطرفه ولداعش و لظلاميته، و هذا لا يعني نفي وجود بعض الحالات الفردية التي تعد على الأصابع في حال وجدت، ومن خلال مسيرة الثورة منذ انطلاقتها يثبت بأن هذا الفكر المتطرف هجين ووافد والبيئة العامة لحوران و درعا بيئة غير حاضنة لداعش و فكرها.
وإن من يروج لهذه المقولة لا يريد للثورة ولا للثوار والاحرار الخير بل يسعى لترويج ما يطرحه النظام الطائفي المجرم لشيطنه و دعشنة الثورة ولاستعداء الراي العام الداخلي والخارجي للثورة وبالتالي دفع دول العالم المتحالفة ضد داعش لمحاربة الثورة وثوارها وأحرارها إلى جانب النظام الطائفي القاتل وداعميه.
حوران ودرعا بيئة طاردة لداعش خاصة و للفكر المتطرف عامة و تسعى بكل ما تمتلك من قوة الخلاص من النظام الطائفي والعصابة المتحكمة به وتحقيق حرية وكرامة كل السوريين دون استثناء وإقامة دولة الوطن والمواطن والقانون، وفي سياق الحديث وأنا أجري هذه المقابلة معكم أنوه بأنه تم استهداف عربة أمنية للنظام ما بين صيدا والغرية الشرقية في درعا.
وهذه الاعمال هي أعمال ثورية يقوم بها أحرار وثوار حوران الذين يمتلكون إرادة الخلاص مهما كان الثمن، وهم أبعد ما يكونون عن الفكر التكفيري والإرهابي فمن يسعى لتحقيق حريته وكرامته لن يحجبها عن باقي مكونات الشعب السوري لأن ذلك سيخلق لاحقا بذور صراعات لا تنتهي.
الملخص عزيزي حوران و درعا لن يكون فيها لداعش أي حاضنة وإن حاولت فستكون مستهدفه وغريبة و هجينة ومحاربة من ثوار و أحرار حوران.