Politics

هل حطت الحرب أوزارها؟ أم أن حروباً سيزاداد أوارها؟

بقلم: عبد الكريم محمد

ببضعة كلمات وعلى عجالة، فهمت أن ثمة تأنيباً قد وجه لبعض أولئك الذين يجلسون في المكاتب المغلقة ليرسموا السياسات الدولية، خاصة أولئك الذين تخلوا عن سياسة الفوضى الخلاقة، التي من شأنها أن تفضي إلى نتائج إيجابية وخلاقة جداً، بحكم الأمر الواقع..

ثمة من يرى اليوم، وهذا الكلام الذي طرق مسامعي على عجالة، أن مفهوم الفوضة الخلاقة عاد للنقاش الجاد مرة أخرى، باعتباره الأقل تكلفة والأعلى مردوداً على الإطلاق.. لكن المطلوب هذه المرة، أن تتنكبه دول بعينها، لتصبح الحاجة للمركز أكبر ومساحة الخيارات أوسع بما لا يقاس، مما كانت عليه..

وأن الانغماس بها سيفرض على الصديق قبل العدو المفترض، دون ذلك سيدخل العالم بكليته، في صمت وسكون وترقب، من شأنه أن يؤسس لمفاجآت غير سارة ولم تكن بالحسبان، ويمكن لصناع القرار تجاوز هذه الحالة، التي تخبئ النار تحت الرماد بكل سهولة ويسر.

الشرق الأوسط وبعض من شمال أفريقيا والساحل الغربي، وبحر الصين وجنوب ووسط آسيا، كلها مساحات جاهزت للعب، وأن كافة الشروط بالتوافق مع الظروف مكتملة، بما في ذلك البيادق على الأرض.

بعضهم يدرك خطورة الدخول بالمقامرة، خاصة الروس والإيرانيين والأتراك، بينما بعضهم الأوروبي، يدفع صناع القرار بالشروع باللعبة على المكشوف، إنطلاقاً من شعار اغتنام عامل الوقت أي “لا وقت للانتظار”..

الكل بمنطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل والخليج العربي باستثناء الإمارت، التي ترى نفسها بمنأي عن دائرة النار؛ يسعى للتهرب من صدام الدول، لتبقى اللعبة الجوالة بين الميليشيات، وعبر الشعارات المختلقة والكاذبة.. كشماعة الإرهاب وغيرها من الأكاذيب..

لكن القرار تجاوز تلك الشعارات، وأن القناعة السائدة لا بد من الاشتراك في صناعة الطبخة الكبرى، وأن من واجب من يشترك بصناعة السم تذوّقه، ولا خيار غير ذلك.

لكن السؤال، هل ستكون مشكلة الأذر هي البداية، لتتوسع في المحيط كالنار في الهشيم؟ أم أن ثمة انهيارات ستلحق بالنظام السعودي، غير متوقعة بصراعه في اليمن سيكون جرس البداية؟

وهل سيكون للجزائر والمغرب حصة من الطبخة؟

نحن نراقب وننتظر، ما الذي ستسفر عنه حالات تسخين المعارك ودق الطبول ورنين الأجراس، ومن هو صاحب الحظ العاثر الذي سيكون في موقع البداية.