Opinions

هذا هو حال الملايين

بقلم: أيمن أبو هاشم
كاتب ومحامي

الأفغانيون الذين تعلّقوا بأجنحة الطائرة ودواليبها كي يهربوا من بلدهم، هم المرآة العاكسة لما وصل إليه حال الإنسان في بلاد لا مكان فيها للحياة. هم انفسهم من ابتلعهم البحر في مراكب الموت..

وهم انفسهم من قضوا اختناقاً في شاحنات التهريب المغلقة.. وهم أنفسهم من سقطوا برصاص حراس الحدود.

وهم انفسهم من انتحروا بعد أن اطبق اليأس على ارواحهم.. وهم انفسهم من يحلمون بالهروب من انظمة الاستبداد والافقار والذل ولو كان الثمن مواجهة المخاطر القاتلة..

هم ليسوا بضع عشرات أو مئات او ألوف، إنهم ملايين البشر الهائمون على وجوههم، في اوطان تناوب الحكام والمحتلون على نهشها بكل عسفٍ وتوحش..

هذا المشهد الأفغاني المضمخ بالخذلان والأسى والقهر، ينسحب على واقعنا العربي المنكوب، والمنتصرون فيه هم أنفسهم من تسببوا وشاركوا في قتل حيواتنا وأحلامنا على اختلاف اسمائهم وشعاراتهم وانتصاراتهم..

العزاء لضحايا هذه المقتلة الإنسانية البشعة والعار لشركاء النصر على أشلاء الحقيقة الدامية ..