Opinions

نصرالله: يضاجع الخنزيرة ويرفع ذيلها بعود

بقلم: إياد مصطفى

هكذا تقتضي الرجوة عندما عز الرجال، اليوم يطل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، ليبرر كما القرفان من مضاجعة الخنزيرة ليرفع ذيلها بعود متهالكة.. بكل وقاحة واستخفاف بالعقول بل واسفاف في الحديث، يرى أن”ملف الترسيم ليس معاهدة دولية ولا ينطوي على تطبيع مع إسرائيل، التي تعترف أنها لم تحصل على أي ضمانات أمنية”!!

هذه البضاعة باتت في ذمة الماضي يا سيد المقاومة، فقد انتهت اللعبة ولم يعد مكاناً للتبرير، كان الأجدر بك أن تتحدث عن متاعب الشعب اللبناني وفقرهم وذلهم، لتقول أن هذا هو الاتفاق الوحيد أو البوابة الوحيدة للخروج بالشعب اللبناني من جحيم الفاقة والعوز، ليعود لبنان إلى سابق عهده.. وأن الشعارات الرنانة باتت خلف الظهر، فلا مقاومة ولا تحرير ولا قدس ولا مقدسات..

لم يكتف سيد المقاومة منقطع النظير، ليقفز إلى الأمام كالعادة ليقول بأن “وقائع توقيع ترسيم الحدود من ناحية الشكل تؤكد أن أي حديث عن التطبيع لا أساس له وهو تجنّ”، مضيفًا أن “الوثيقة التي سيحتفظ بها لبنان لا تحمل توقيعاً إسرائيلياً والمسؤولون في لبنان تصرفوا بدقة لعدم إعطاء شبهة تطبيع”.

فالتوقيع على منح مقدرات الشعب الفلسطيني في فلسطين للاحتلال، مقابل حقل قانا اللبناني الذي لا يتجاوز إنتاجه ثلاثة مليارات من الدولارات، هي الخيانة عينها.. عن أي تطبيع تتحدث أيها المقاوم والقائد والمرجع الديني الملهم؟!!

المهم شكراً للمقاومة العتيدة، التي “انهت كل التدابير الخاصة، التي أعلنتها المقاومة بعدما استكملتم أيها الملهم الوثائق المتعلقة بملف ترسيم الحدود”.. وشكرا للترسيم والاتفاقيات الأمنية وتلاقح المصالح.. شكراً للسلم الأبدي الذي سيجلب “المن والسلوى” بعد الجوع والفاقة والعوز..

وكل الشكر لــ”المفاوضات في ملف الترسيم التي كانت جميعها غير مباشرة ولم يلتق الوفدان اللبناني والإسرائيلي تحت سقف واحد”!! شكراً للحظات التجارب وإثراء “تجربة ملف ترسيم الحدود كانت تجربة غنية ومهمة جداً على مستوى لبنان والمقاومة وتستحق التوقف عندها ملياً”.

المهم طوينا صفحات وشعارات التكاذب إلى الأبد، الدخول على مخدع الخنزيرة لا يحتاج إلى عصا لرفع الذنب يا سيد المقاومة.. ذاب الثلج وبان المرج، والأيام القادمة ستحمل الكثير من المفاجئات غير السارة، ونتمنى أن تثرى التجربة بالخواتيم.