بقلم: د.أحمد خليل الحمادي
نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية قد تغير بعض الشيء من وضع الجمود وما يسمى الستاتيكو، التي وضعت ميليشيا حزب الله وأمل وآزلام النظام الطائفي في سورية، بما فيهم عون و تياره فيه لبنان بعد سيطرتهم شبه المطلقة على الحياة العامة والسياسية بفعل عضلاتهم التي تسلك سلوك العصابات و المافيات في فرض إرادتهم المرتبطة بولاية الفقية الإيرانية.. و النظام الطائفي القاتل في سورية.
ففي الانتخابات البرلمانية خسرت شخصيات في ولاء مطلق مع المحور الإيراني و محسوبة على العصابة المسيطرة في سورية، ومنهم أقطاب لبنانية فاعلة منهم المير طلال آرسلان (رئيس الحزب الديمقراطي ) و البوق الوقح وئام وهاب ( رئيس حزب التوحيد ) و ذلك لصالح البيك وليد جنبلاط و حزبه التقدمي الاشتراكي وهذا في الحاضنة الدرزية، و معروف التوجه العام للبيك ضد النظام الطائفي القاتل المجرم، الذي اغتال والده كمال جنبلاط و هدد حياته هو بالذات أكثر من مرة و مقربية مثل محاولة اغتيال صديقه مروان حمادة .
و كذلك خسارة الحزب القومي السوري لمقعد أسعد حردان النيابي ، و أيضا خسارة إيلي الفرزلي لمعقده النيابي عن الأرذثوكس و كان نائبا لرئيس لمجلس النواب و هما من أشد مناصري حزب الله و النظام السوري و دوارنهما في بوتقتهما.
و كذلك خسارة لمن أطلق عليه نمر جزين زياد الأسود لمقعده و كذلك حال أمل بو زيد المواليان للميليشيا وتصرفاتها الهمجية الإجرامية، أما خسارة فيصل كرامي وريث بيت كرامي السني المشهور بتاريخه السياسي، منذ قبل رشيد كرامي الذي تسلم سدة رئاسة الحكومة أكثر من مره، والمحابي والسائر في فلك النظام السوري وميليشيا حزب الله لعله يزداد نفوذه ويحلق نجمه سياسيا فهوى في حاضنته السنية وخسر ثقتها.
أما مارونيا فلقد خسر التيار الوطني الحر لعدة مقاعد لصالح فوز تيار القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع، حيث تشير المؤشرات الأولية لحصول التيار الوطني الحر تيار عون وبإدارة صهره جبران باسيل على ١٦ مقعدا بعد أن كان في الدورة السابقة صاحب ٨ ١ مقعدا برلمانيا و بذلك تتراجع شعبية التيار العوني لصالح صعود أسهم تيار القوات اللبنانية بزعامة الحكيم سمير جعجع الذي حصل على ٢١ مقعدا برلمانيا.. ليبرز كالزعيم القوي للموارنة و صاحب الحظ الأوفر للتربع على سدة الرئاسة اللبنانية و هو صاحب المواقف المشهورة ضد العصابة المتحكمة بدمشق منذ زمن طويل و أفصح عن موقفه من الثورة السورية الكثير من المرات بوقوفه لجانبها و ضد النظام الدموي القاتل المجرم الذي كان أحد ضحاياه في فترة ما.
أما عن الحاضنة الشيعية فقد خسر تيار المتاجرة بفلسطين و القدس و ما يسمى المقاومة و الممانعة مقعدين لهما في حاضنتهما الصلبة في النبطية و بعلبك لصالح وجوه جديده تعارض سياسته وسلوكه العام لكشف حقيقته الزائفة و علاكهم الفارغ دون جدوى، والذي لم يجر عليها سوى الدماء و القتل و الدمار و الخوض في صراع الثارات التي أكل عليها الزمن و شرب و يثيرونها لتحقيق إلتفاف البسطاء و السذج حولهم بإثارة غريزة العصبية المذهبية و الحقد الأعمى واستحداث صراعات مفتوحة مع المحيط بينما الناس تلفق أنفاسها من سوء و تدهور الأحوال المعيشية و الاقتصادية و تعطل الحياة العامة اللبنانية و على رأسها الحياة السياسية التي تسيرها الميليشيا و أتباع أمل بالبلطجة و الزعرنة و قوة السلاح و لصالح من لصالح الولي الفقية الإيراني.
نعم لقد شكلت الانتخابات اللبنانية مكسر عصا لتيار مهيمن على الدولة تمكن لخطفها لسنوات طوال و التحكم فيها كما يشاء و تجييرها لتحقيق مصالح خارج حدودها ، و نستطيع القول بأن هذه الانتخابات و نتائجها المبشرة بالخير لإندحار نفوذ ميليشيا حزب الله و من يدور في فلكها قد تشكل لنا بشائر القطرة التي تتساقط في أول الغيث، و قد تعيد للبنان وجهه المشرق غير الوجه الدموي والعنصري والإجرامي الذي تطلخ به نتيجة سياسيات حزب الله و عون و من على شاكلتهم.
وشكلت تراجعا سياسيا كبيرا لنفوذ هؤلاء و لكن الخوف من أن يعكسوا فشلهم هذا على شكل تصرفات مافوية و بلطجة في الشارع ضد الآخرين من باب الانتقام و هذا ما هدد به كبير شبيحتهم أكثر من مرة حسن نصر الله و طبقوه عدة مرات ، أو قد يدخلون لبنان في حالة جمود سياسي و تعطيل و شلل عام إذا ما تمكنوا من الحصول على الثلث المعطل.
نتمنى للبنان الشقيق الخلاص من هؤلاء الشراذم و ان ينعم بالأمن و الآمان و تحقيق ازدهاره و رفاهية شعبه .