Society

ملكة جمال العراق سابقا المثيرة للجدل تترشح لعضوية الكونغرس الأمريكي

تقدمت سارة عيدان، ملكة جمال العراق سابقا، بطلبات إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية، لتتنافس رسميا على تمثيل المنطقة الثلاثين في كاليفورنيا في مجلس النواب الأمريكي.

وستخوض المقيمة في لوس أنجلوس ومؤسس منظمة Humanity” Forward” غير الربحية المؤلفة من الحزبين الديمقراطيين، المنافسة على منصب في الكونغرس يشغله حاليًا النائب آدم شيف، الذي سيتخلى عن المقعد للترشح لمجلس الشيوخ في عام 2024.

وقالت سارة عيدان لصحيفة “The Algemeiner” إنها إذا فازت، ستكون أول مهاجرة عراقية وصهيونية مسلمة علمانية في التاريخ يتم انتخابها للكونغرس.

وأوضحت السيدة البالغة من العمر 33 عاما قائلة: “لا أعتقد أن هناك مرشحا أفضل لتمثيل الأقليات مني كوني امرأة مهاجرة، مسلمة وأتيت من العراق، بلد متأثر بشكل مباشر بالسياسات (الخارجية) الأمريكية..صوتي هو بالتأكيد صوت الأقلية وفي الكونغرس، أشعر أننا بحاجة إلى صوت عراقي”.

ولدت سارة عيدان عام 1990 في بغداد، وعندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها، عملت مع الجيش الأمريكي في العراق كمترجمة، وانتقلت إلى الولايات المتحدة بعد ذلك بعامين، وأصبحت مواطنة أمريكية في عام 2015. والدها الراحل، الذي توفي عام 2021 من جراء فيروس كورونا، كان مهندسا عسكريا لحزب البعث بزعامة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لكنه ترك الحزب .

عيدان هي أيضا المؤسسة والرئيسة التنفيذي لمنظمة Humanity” Forward”، التي “تلتزم ببناء الجسور بين المسلمين واليهود من أجل تجاوز الحدود وتعزيز المصالحة والتسامح والتفاهم المتبادل والسلام”، وفقا لموقعها على الإنترنت.

وتستضيف بودكاست يسمى “Sarai Talk Show”، وحصلت على جائزة السفير للسلام من قبل “UN Watch” في عام 2019.

مثلت عيدان العراق في مسابقة ملكة جمال الكون في عام 2017، وتلقت تهديدات بالقتل وأجبرت على مغادرة وطنها بعد التظاهر مع ملكة جمال إسرائيل Adar Gandelsman خلال المسابقة، كما تم سحب الجنسية العراقية منها بسبب الحادث، واضطرت عائلتها إلى الفرار من البلاد في أعقاب الفضيحة، وفق صحيفة “The Algemeiner”.

وتعيش عائلتها الآن في دولة عربية أخرى لها علاقات رسمية مع إسرائيل، فيما تواصل عيدان الضغط من أجل التضامن مع إسرائيل وكذلك الدفاع عن البلاد وتعزيز تطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية.

وتشمل القضايا التي تشكل جوهر حملة عيدان الانتخابية معالجة معدلات الجريمة في لوس أنجلوس، والفقر، والتشرد، والتضخم، وتقوية العلاقات مع إسرائيل، وبناء المزيد من الفرص لإسرائيل وكاليفورنيا لدعم النمو الاقتصادي لبعضهما البعض.

وأشارت سارة عيدان لصحيفة “The Algemeiner” إلى أن إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي “أحد الحلفاء الحقيقيين الوحيدين الذين يدعمون الولايات المتحدة ويشتركون في نفس الأيديولوجية”.

وانتقدت عيدان في الماضي الديمقراطيين مثل النائبة في مينيسوتا إلهان عمر، والنائبة عن ميشيغان رشيدة طليب وأعضاء آخرين في “فرقة” الكونغرس لإدلائهم بتصريحات تنتقد اليهود وإسرائيل.

وأضافت ملكة الجمال السابقة لصحيفة “The Algemeiner” أن ذلك أحد الأسباب الرئيسية وراء ترشحها للكونغرس، متابعة: “أشعر للأسف أن الحزب الديمقراطي قد اختطفته الأصوات العالية للاشتراكيين اليساريين المتطرفين ولا أعتقد أنهم يمثلون العديد من الأشخاص ذوي الآراء الليبرالية..لقد وصلوا إلى أقصى الحدود..لا يتعلق الأمر بالقضايا الاجتماعية فقط..حتى عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية وتورطهم مع أعداء الولايات المتحدة بشكل أساسي ومحاولة مهاجمة حلفائنا في الشرق الأوسط (مثل إسرائيل)”.

وأكملت: “حتى حركة حقوق المرأة في إيران”، متحدثةً عن كيفية تشهير عمر بالصحفية الإيرانية والناشطة في مجال حقوق الإنسان مسيح علي نجاد ووصفها بأنها “كارهة للإسلام”، بالرغم من أنها ولدت مسلمة في إيران – ونشرت مقالًا في “تويتر” عام 2020، قالت فيه إن الأخيرة شككت في مؤهلاتها لأنها تواصل الدفاع عن حقوق المرأة في إيران، كما اتهم زوج إلهان عمر، علي نجاد، في تويتر بعدم إعجابه بالمسلمين.

وأردفت عيدان: “لهذا أشعر أننا بحاجة إلى صوت مثل صوتي لأننا بحاجة إلى مسلم علماني..أريد أن أكون صوت العقل وأكره كيف أن “الفرقة” عندما يسألهم أي شخص، (مثل) عندما يهاجمون إسرائيل ، فإنهم دائما يزعمون..”أنا مستهدف لأنني مسلم، امرأة ملونة”.. أشعر فقط أننا بحاجة إلى شخص مثلي يمكنه أن يقول حرفيا..”لا، هذا ليس السبب..أنا امرأة عربية ومسلمة ومهاجرة ملونة ولا أشاركك في أيديولوجيتك أو أجندتك”.

تعتقد عيدان أيضًا أنها تستطيع أن تجلب إلى الكونغرس شيئا لا يستطيع الكثيرون تقديمه، وهو تجربة مباشرة لما يشبه العيش في الشرق الأوسط.

وأوضحت أن بعض أعضاء “الفرقة” مثل إلهان عمر – الذي فرت عائلتها من الصومال كلاجئين – غادروا بلدانهم الأصلية عندما كانوا صغارا وكلاجئين “لذلك ليس لديهم أدنى فكرة عن الجغرافيا السياسية والمشاكل في الشرق الأوسط”.

واستطردت: “بصفتي ناشطة مشاركة وسيدة قادمة من الشرق الأوسط، أود أن أمثل صورة أكثر واقعية لما يحدث بدلا من الأشخاص الذين أتوا إلى هنا عندما كانوا لاجئين في سن مبكرة جدا ولم يتعاملوا مطلقًا مع ما مررت به وأنا ما زلت أمر به حتى اليوم، أنا وعائلتي..لدي كل هذا الشغف وأريد حقا المشاركة لأنني متأثرة بشكل مباشر بكل هذه القرارات، بما تدفعه إلهان عمر ورشيدة طليب و”AOC” (ممثلة نيويورك، ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز).. عائلتي في خطر..أنا في خطر..ليس مرحبا بي في العراق، ومن المحتمل أن أتعرض للقتل بمجرد هبوطي هناك..نحن بحاجة إلى مسلمين علمانيين (في الكونغرس) ومسلمين يؤمنون بالحرية ويريدون أن يكونوا صوتًا غير متطرف”، على حد قولها.

ستُجرى انتخابات الكونغرس الثلاثين في ولاية كاليفورنيا في 5 نوفمبر 2024.

المصدر: “The Algemeiner”