Business

مفوض اللاجئين: لا نشجع على العودة لسوريا ومن السابق لأوانه إلغاء ضمانات الحماية

قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إن المفوضية لا تشجع على عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مؤكداً أنه من السابق لأوانه إلغاء ضمانات الحماية للاجئين في دول اللجوء.

وفي كلمته خلال مؤتمر بروكسل التاسع بشأن سوريا، أوضح غراندي أن المفوضية “لا تشجع على العودة، ومن المهم أن تتبنى جميع الدول المضيفة للاجئين السوريين نهجاً مدروساً”، مضيفاً أنه “من السابق لأوانه إلغاء ضمانات الحماية، وأرحب بالتفكير الحالي للعديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية في هذا الاتجاه”.

وطالب غراندي الدول المستضيفة للاجئين السوريين بأن تدعهم “يعودون إلى ديارهم دون خوف من فقدان وضعهم القانوني، وإمكانية حصولهم على حقوقهم، ودعمهم في دول اللجوء”، مؤكداً أن ذلك “سيساعدهم على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن العودة الدائمة”.

وأشار إلى أن “الحقيقة هي أن العديد من السوريين يختارون العودة بالفعل، وعلينا دعمهم بالمعلومات والوثائق والنقل والمنح الصغيرة”، مضيفاً أن “التحدي الأكبر والأكثر إلحاحاً يتمثل في كيفية جعل هذه العودة مستدامة”.

ولفت المفوض الأممي إلى ضرورة تأمين الأساسيات لعودة اللاجئين، مثل المأوى والكهرباء والمياه والصرف الصحي والتعليم والعمل، وضمان السلامة واحترام الحقوق، محذّراً من أنه “إذا فشلنا في مساعدة اللاجئين على البقاء في سوريا، فالعواقب ستكون وخيمة، فلن تتوقف عمليات العودة فحسب، بل سوف يبدأ كل من عاد للتحرك مجدداً”.

الاستقرار في أوروبا مرتبط بأمن الشعب السوري
وعن تعهدات المانحين في مؤتمر بروكسل التاسع، قال غراندي إن “إعلانات التعهدات الكبيرة من الاتحاد الأوروبي وغيره التي سمعناها، ونأمل أن نسمع المزيد منها، بالغة الأهمية، ولكن في الوقت نفسه، يدور نقاش واسع هذه الأيام في الدول الأوروبية وغيرها حول إعطاء الأولوية للأمن على المساعدات”.

وأكد قائلا “بالطبع، الأمن مهم، ولكن في كثير من الأحيان، يُصوَّر على أنه يأتي على حساب المساعدات الدولية”، موضحاً أن “هذا ليس خطأً أخلاقياً فحسب، بل هو أيضاً خطأ استراتيجي فادح، فالمساعدات تُسهم في الاستقرار لسوريا ولجيرانها، ولأوروبا وما وراءها، وما من قضية تُثبت هذه النقطة أكثر من تحركات السكان”.

وشدد المفوض الأممي على المانحين الدوليين بأنه “عندما تقطعون المساعدات، وكثير منكم يفعلون ذلك، أرجو منكم أن تكونوا على دراية بعواقب قراراتكم، فالاستقرار في أوروبا مرتبط بأمن الشعب السوري”، مشيراً إلى أن “العام 2015 لم يكن بعيداً”.

مفترق طرق
وقال المفوض الأممي إنه “اليوم، ومع وجود مستقبل أفضل أصبح متاحاً للشعب السوري، فإننا جميعاً عند مفترق طرق”، موضحاً ذلك”فمن جهة، هناك المزيد من النهج التقليدي المريح: التردد، والحلول الجزئية، والتصريحات القوية التي لا تتبعها أفعال حقيقية، وتلك الحجة المتكررة: لا توجد موارد كافية”.

مضيفا أنه “من الجهة الأخرى، هناك طريق أكثر تعقيداً يتطلب المخاطرة بذكاء، والاستثمار بشكل أكبر في التعافي المبكر، وتخفيف العقوبات بشكل أكبر لتحفيز الاستثمار والنمو، وبالطبع تقديم مساعدات إنسانية حقيقية”.

وقال “أنا مدرك تماماً لما يعنيه ذلك في السياق الحالي، لكن إذا كنا جادين في إيجاد حلول للاجئين السوريين ولسوريا، وتجنب إنفاق أموال أكبر في المستقبل، فهذا هو الطريق الذي يجب اتباعه”.

وختم مفوض اللاجئين الأممي كلمته متوجهاً للحكومة السورية بالقول إن “سلامة السوريين تبدأ بكم. سندعم تصريحاتكم المهمة حول رغبتكم في بناء وطن يكون فيه للجميع صوت في تقرير مستقبل مشترك”.

Leave a Reply