يشهد الشارع الفلسطيني ضجة عارمة، إثر تصريحات أدلى بها إبراهيم رمضان محافظ نابلس شمالي الضفة الغربية التي وصف فيها الأم التي ترسل ابنها لتنفيذ هجوم ضد القوات الإسرائيلية بـ “الشاذة”.
وقال رمضان في تصريح لإحدى الإذاعات المحلية: “هناك أمهات شاذة أرسلت أبناءها لتنفيذ عملية والانتحار، ويعتقد الناس أنها أم مناضلة، لكنها ليست أم من ترسل ابنها للموت”.
وتأتي تصريحات محافظ نابلس في خضم عملية عسكرية تشنها أجهزة الأمن الإسرائيلية في شمال الضفة لاسيما في نابلس وجنين، شهدت اعتقال مئات الناشطين واغتيال آخرين، تقابلها محاولات مسلحين فلسطينيين استهداف جنود إسرائيليين ومستوطنين.
وقال محافظ نابلس خلال الحديث الإذاعي ذاته، إنه “جلس مع المسلحين الفلسطينيين وعرض عليهم تسليم أسلحتهم مقابل حمايتهم من إسرائيل”.
وتابع: “جلست معهم مرتين وثلاثة وأربعة، ليس لديهم مخرج لتفريغ الحالة الوطنية التي يقومون بها، والعمل العسكري اليوم لا جدوى منه”.
ورأى رمضان أن “البندقية يجب أن تكون مسيسة”، مضيفا: “قلت لهم (المسلحين) ما في مشكلة أن نجد حل مع الطرف الآخر (إسرائيل) وأبلغت المسلحين أننا سنحميهم”.
وقال: “شباب في عمر الورد، إذا رأيتم تقول حرام.. إذا هم أولاد مش مدركين المعنى الحقيقي لقيمة حالهم ودمهم، أنا أعرف قيمة دمهم الغالية”.
ولاقت تصريحات محافظ نابلس، استهجانا واسعا في الشارع الفلسطيني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وسط مطالبات بإقالته على الفور.
وردت مجموعات “عرين الأسود” وتتكون من عناصر من مختلف الفصائل الفلسطينية تشكلت مؤخرا ردا على العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة في بيان جاء فيه: “إنّنا في عرين الأسود ومن خلفنا الشعب الفلسطيني الحر نقول لمحافظ نابلس، إنّ اُمهات الشهداء نبراس الرؤوس درر التاج لولاهن لما كان لنا علم ولا كان لنا اسم هؤلاء مناجم الذهب، الضوء الذي نرى فيه نهاية النفق”.
وتابع البيان على ما نقلت وكالة “شهاب” الفلسطينية: “رسالتنا لأمهات الشهداء، نقبل أيديكن وأقدامكن ورؤوسكن ونقبل الأرض التي تطأها أقدامكن، أنتن القادة ونحن الجنود، أنتن من تأمرن ونحن من ننفذ”.
وأضاف: “نحن بإذن الله سيفكن المسلول على الأعادي، نحن بإذن قنابل موقوته تنفجر بأمر منكن، يا أمهات الشهداء الأمر أمركن والقول قولكن متى أردتن تبدأ الحرب أنتن البداية وأنتن النهاية”.
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، قتل فلسطيني وأصيب 4 آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي، في بلدة دير الحطب شرقي نابلس.
وفي الآونة الأخيرة، دعت إسرائيل أكثر من مرة السلطة الفلسطينية إلى إعادة فرض سيطرتها على مدن شمالي الضفة وبالتحديد جنين ونابلس، والتي تشهد تزايد النشاط المسلح المناهض لتل أبيب.
