أكدت الأمينة العامة والمديرة التنفيذية لمجلس الطاقة العالمي، أنغيلا ويلكينسون، أن الأزمة الحالية التي يشهدها قطاع الطاقة في أوروبا وغيرها من المناطق لا تعود فقط لأسباب جيوسياسية، ولكنها نتاج لعديد من العناصر التي ترافقت مع بعضها، مثل تزايد الطلب غير المتوقع بعد فيروس كورونا المستجد، ودخول مناطق جديدة سوق الغاز، موضحة أن ما يحدث حاليا، ليس مماثلا لأزمات الطاقة السابقة، ولكن بمثابة ظاهرة جديدة.
وقالت ويلكينسون، في تصريحات لـوكالة “سبوتنيك”، إنها “ليست أزمة جيوسياسية، إنها مزيج من العوامل الأخرى، ما يحدث في أوروبا أو الصين أو أوقيانوسيا أو أمريكا اللاتينية أو أمريكا الشمالية، عبارة عن مزيج عجيب من عودة الطلب، والذي عاد إلى مساره عقب أزمة كورنا والخروج من الإغلاق، إضافة إلى الطلب الكبير لآسيا للغاز، وأخذها للسوق بعيدا من أوروبا”.
ووفقا للمسؤولة في المجلس العالمي، فإن موردي الغاز في جميع أنحاء العالم قد تحولوا إلى آسيا، سعيا وراء ارتفاع الأسعار.
وتشهد أسعار الغاز في جميع أنحاء العالم، ارتفاعا غير مسبوق، مع تجاوز الطلب المعروض من الغاز، في ظل الانتعاش الاقتصادي بعد أشهر من القيود التي كانت مفروضة جراء وباء “كوفيد-19”.
وما زاد الأمر صعوبة، هو تحول آسيا من الفحم إلى الغاز، لتخلق منافسة إضافية بين المشترين للغاز.
وحول الأزمة في أوروبا، وجهت المسؤولة، اللوم إلى القارة العجوز لعدم استثمارها في العقود طويلة الأجل، ظنا منها أن الطلب لن يتغير على الغاز بعد الخروج من وباء كورنا المستجد.
وأضافت المسؤولة في هذا الشأن: “هذا ما يحدث إذا كنت تعتمد على السوق، 80 في المئة من عقود الغاز مغطاة بعقود طويلة الأجل، هذه العقود يتم تلبيتها، ولكن ما يحدث هو أن أوربا لم تستثمر في عقود الغاز، أثناء كورونا، اعتقادا أنها لن تكون بحاجة لذلك”.
يضاف إلى ذلك، تتابع ويلكينسون: “كان هناك طقس قاس للغاية”.
وشددت المسؤولة على أن الأزمة الحالية لا تتشابه مع الأزمات السابقة، ولكن هي بمثابة ظاهرة جديدة، تظهر أهمية التطلع إلى الأمام والتعلم لتحقيق التوازن بين ملفات أمن الطاقة والعدالة والاستدامة.