بقلم: عبير شهابي
على ما يبدو أم حجم التطلعات على المستوى الكوني للشعوب، وحدها من يرفع منسوب التطلعات العظيمة في العيش الكريم.. ووحدها من يصنع قيم وثقافات عظيمة، يمكنها أن تترك أثرها وبصماتها لتصبح تاريخاً يحتذى..اليوم مطالب العالم صغيرة واهنة مريضة، والتغني بالشعوب وعظمتها كذبة كبرى انكشفت للجميع، لتظهر هذه الشعوب مجرد مجاميع من القوارض والكلاب الضالة والجراء المفترسة التي لا تنالها الأشهر الحرم زمانياً حتى..
على ما يبدو أن هذه المطالب تجسدت واقعاً في المجتمعات الغربية بعد الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، فمع توفر المزيد من وسائل الترف ومواد الاستهلاك، وإقحام أحدث مبتكرات العصر من مظاهر الرفاهية في الحياة اليومية لكل فرد، تحولت هذه الشعوب إلى المزيد من الطلب والاستهلاك، وصولاً إلى الإباحية المطلقة وضياع الهوية والانضباط، والبحث عن الملذات بشكل محموم لإرواء الشبق الذي انطلق كانفلات العملاق من قمقمه.
اليوم لنا أن نقول، أن العودة إلى طبيعة الأشياء هي القاعدة الذهبية للتوازن على المستويين الروحي والمادي، وأن القادم سيحمل بكل تأكيد الآلام الكبيرة، إيذاناً بالعودة إلى ما نزعم بأنها طبيعة الأشياء.