بقلم: عبد الكريم محمد
ما اثقل عقارب الساعة عندما تحدث ضجيجاً، وأنت تعد معها اللحظات واحدة تلو الأخرى.. بل ما أصعب اللحظات المارقة، التي تغيّر تعافب النور والظلمة، لتصبح الحياة رمادية.. كلحظات الغروب عند الهزائم والملمات.. وانكسارات القلوب الهزيلة، التي خلعت نياطها منذ الصغر.
إنها اللحظات الفارقة، رقشاء كجلود الأفاعي.. ثقيلة على من يعد أنفاسه الأخيرة، دون أن يعلم ما تخبئ له الأقدار..
إنها الأزمنة التي لم تعد تشبه ذاك الزمان، حتى عند اشراقة الشمس وغروبها.. لم تعد تشبه ذاك الكوكب الذري، ولا ذاك القمر عندما ينتصف الوقت ليلاً، لنحاكي إلاه الحب بابتسامة، يحدوها الأمل أو ما يزيد.
بتنا نخاف رسم الأماني خيالاً، كي لا نفجع على العكس مما نحب وتشتهي الأنفس، في لحظة مارقة لم نقو على تسميتها بعد.. أو نعطيها شكلاً مزركشاً بألوان قوس قزح، الذي بات هو الآخر مثلنا.. ما أن يطل برأسه حتى تنقض على وجنتيه تلك الغيوم الداكنة، التي تحمل الحقد دونما مبرر، لذاك الحقد الذي يتناسل حقداً..
لم يعد متسعاً لنودع عاماً ونستقبل آخراً.. قد يعيدنا إلى تلك اللحظات، بكل تفاصيلها.. لم يعد متسعاً لنغني كما تغني الطيور.. لقد هجرتنا الأيام، وذررنا بالأصقاع كحفنة من تراب.. لحظة العاصفة.