Social issues

ما أخطر أن يغزوك عمى الوهم



بقلم: عبير شهابي
ثمة أشياء تثير التأمل وأخرى تثير الريبة حقاً.. فما تراه اليوم حاجتك الروحية، لتنقلب عليه قبل إشراقة الشمس، ليصبح عبئاً عليك.. بعضهم يقول قد تكون الثقة الزائدة التي تصل حد النرجسية، هي ذاك الذي يقف خلف المخاطر والأضرار الكارثية على العلاقة بين الناس.
بينما يذهب بعضهم الآخر بالاعتقاد إلى أن إنعدام لغه الحوار بين الناس هو السبب الرئيسي، الذي يقف خلف السلوكيات الانقلابية، ليصل معها صاحبها لافتقاده الطرق والوسائل التي تحد من جموحه وتبدل خياراته، ليحيّد العقل جانباً ويحتل المزاج المتقلب المريض، كل الافعال التي يقوم يها هؤلاء البشر.. بل أن بعض علماء النفس والاجتماع يجدون، أن اختلاف الأهداف والأولويات في الحياة، من شأنه أن يخلق توتراً مستمراً بحياة هؤلاء الانقلابيين.

أي أن عدم المبالاة، بفعل الكثير من العوامل النفسية والروحية من هؤلاء، سيخلق فجوة عميقة، تؤدي دورها إلى خلق جو من عدم الثقه والتقدير، وبالتالي انعدام الإحترام، وحدوث الإنفصال، في كل العلاقات الانسانية من دون استثناء.

لكن الأخطر من كل ما تقدم، عندما يغزوا جنون العظمة أحدنا، يفقد القدرة على التمييز بين الغث والسمين، بين الأسود والأبيض، بين الخطأ والصواب، بين السيء والحسن.. ليصل به الأمر أنا ثم أنا ثم أنا ومن بعدي فليأتي الطوفان..

هؤلاء بالنهاية يدخلون بحالة فصام حقيقية، تسمى الشيزفرينيا، ليعيشوا بعد ذلك، مجموعة من مشاكل التفكير (المعرفة)، والسلوك، والانفعالات.

قد تختلف الأعراض والمُؤشِّرات، ولكن تشمل في أغلب الأحيان الضلالات، أو الهلاوس أو الحديث غير المنظم، ويعكس ضعف القدرة على العمل. وقد تشمل الأعراض الدخول بمعتقدات كاذبة لا تمتُّ للواقع بصلة.

على سبيل المثال، كأن تعتقد أنكَ تتعرَّض للأذى أو المضايقة، أو توجيه إيماءات أو تعليقات معيَّنة لك، أو لديكَ قدرة خارقة أو الشهرة، أو شخص آخر يحبكَ، أو كارثة كبرى على وشك أن تحدث. ويدخل في حالة من الهلاوس. والتي تتضمَّن عادةً رؤيةَ أو سماعَ أشياء غير حقيقية.

عدا أنه بالنسبة لمريض الفصام فهذه الهلاوس لها كامل القوة والتأثير، مثل سمات الخبرات العادية. يُمكن أن تُصيب الهلاوس أيًّا من الحواس، ولكن سماع الأصوات هو أكثر الهلاوس شيوعًا.

التفكير (الحديث) غير المنظم. يُستدلُّ على التفكير غير المنظم من الحديث غير المنظم. يُمكن أن يضعف التواصل الفعَّال، وقد لا تكون الإجابات ذات صلة بالأسئلة جزئيًّا أو كليًّا. في حالات نادرة، قد يتضمَّن الحديث وضع كلمات ليس لها معنى معًا لا يُمكن فهمها، وتُعرف أحيانًا بسلطة الكلمات.

هؤلاء البشر تشيع عندهم الأفكار والسلوكيات الانتحارية وغالباً ما بصلون إلى هذه الحالة، أو يعيشون بعيداً عن البشر، مستحضرين الخوف من كل من حولهم، والشك بالآخر سيد موقفهم.