Society

ما أجمل العتب.. ابتسامة

بقلم: عبير شهابي

ثمة أشياء أو معتقدات تتجاوز حدّ المألوف، تظن بها خيراً دون أن تدري بأنها تسحبك إلى الجحيم، من حيث لا تدري.. فالعتب يا صديقي المحب، ليس حباً كما تدعي.. وليس صابونة تنظف الروابط التي تربطك بمن تصادق أو تحب أو تهوى.. العتب أيها العاتب لا ينظف الأوساخ والأدران التي تتراكم في صيرورة الحياة، بل هو مرض وسقم لا براء منه.. إذا ما استشرى وكبر في النفوس المتضخمة.

وتذكر أن العتب لا يصب بطلب الودّ كما تعتقد ويعتقد معك الكثيرون، وإن هدفت منه مسعاً لديمومة العشرة وحسن المعشر.. لأنّه غالبًا ما يكون واجباً بين الأحبة، من وجهة نظرك.. لا تقم ما تراه ثوابتاً بأن لا مكان بين الأعداء للعتب..لتأخذ المقولة البالية الممضة “العتب على قدر المحبة”.. العتب يا صديقي كشف العورات وتغليظ الأفعال وتعظيم الأمور..

بل أن بعضهم ذهب في اعتقاده، للقول أنّ كثرة العتب من أعلى مراتب الغباء.. لأنه يؤسس لسوء الظن بالآخر والتسبب في خدش روحه وإثارة الألم في نفسه وإيذائه وتصيّد أخطائه، وخلق حالة من الشعور السلبي، الذي  لا يمكنه  التخلص منه بسهولة أو طيب خاطر.

فالابتسامة بديلاً عن العتب،  هي تغليب العقل على العاطفة، وزع الثقة في النفس.. حتى لا نتغاضي أو نقفز عن جوانب الصواب، لأنّ كثرة العتاب تجعل المُعاتب مريضاً بظنونه.. وأنّه وحده من يمتلك ناصية الحق، وكل ما عداه ابن للخطيئة..  

فقد يتجاوز الأمر بالمعاتب بديمومة التفتيش عن الأخطاء المخفية للآخرين، وتتبع عوراتهم وبيان أخطائهم للعلن، ليصل العتاب إلى القناعة بالتسبب بفضح الأسرار بين الناس..وبتحول لحظتها المعاتب المحب إلى عدو مبين.