بقلم: عبد الكريم محمد
لم يكن السؤال مفاجئاً، بل أنا من كنت سأبادر العصفورة بالسؤال، عندما تخلع لباس الاستنفار لتخلد للراحة قليلاً، وهي التي تعودت على حياة الاستنفار، خاصة وأنها تعودت على حياة الحال والترحال في البحار والمحيطات.. بل وفي الأجواء، بمعزل عن ما تفرضه طبيعة وأمزجة الفصول بالقادمين والمسافرين القابعين خلف المحيط..
المهم لم أنتظر حتى أجيبها، قلت أنتظر ما قد تسمحون به أيتها العصفورة الجميلة، من حزمة المطالب لخارطة الطريق، التي كلفتهم بها جماعة الإمارات.. خاصة وأن هذه القضية تعتبرونها تشريفاً لهم، بعد كل رسائل العتب.. على العمو بايدن.. الذي يحب هز الورود ليشم رائحتها عند الصباح..
ضحكت العصفورة حتى القهقة، وقالت: هيك لكان؟!
أجبتها هيك وأكثر، وليكن بعلمك أنا لا اتحدث بالطريقة هذه لأجرك للحديث عن الخارطة وحزمة المطالب، التي أوصلوها بني زايد لذاك الشاب الممشوق القد.. والتي أصبحت تلتف حول عنقه ألف حبل وحبل.. لمشنقة واحدة، سيكون أبطالها من الحرس الثوري الإيراني لا محالة.. أي أن المعارضات السورية كلها لن تنال شرف من يدق الجرس ويشد الحبل عنق ذاك المعونق.
أجابتني بكلام الحناين، العمى ما ألئمك.. لماذا ترسم من بناة خيالك كل الافتراضات لتصل إلى هذه الاستنتاجات؟!
بهدوء الخيال الخصب المتصالح يرى أن لا شيء يخلق من العدم ولا شيء ينتهي للعدم يا صديقتي الغالية..
المهم هي حاولت أن تقول شيئاً، وكأنها جهينة وعندها الخبر اليقين، أما أنا فسأقول ما قالوه الأمريكان من قلقهم على تعويم الأسد كذبة كبرى، بل هم من أباغ الإماراتيين بفتح الكوريدور مع الأسد، ليعطى حزمة المطالب وخارطة الطريق، التي رسمت سوريا على هدى وخلفيات الحرب الأوكرانية – الروسية، والمصالحة الأمريكية – الإيرانية الكبرى..
في الأيام القليلة القادمة، ستبدأ الخلية التي بنيت من دون نحل أو عسل، باستجلاب الكثير ممن بوصفون زوراً وبهتاناً بأنهم أهل المعارضة، لتوزع عليهم ذات الحزمة والمطالب، والعنوان الأبرز تشكيل حكومة وحدة وطنية سورية، ناطورها الأسد، على افتراض سيطيل لنا الله في عمره..
وأما إذا ما توفاه الله على يد أبطال الحرس الإيراني الذي لا يمسسهم الباطل، لحظتها يكون لكل حادث حديث، ولن نكون بحاجة كل ما يخطط له.. وكما يقول الشجعان كل من باعوا من الخام يكسيه.