Opinions

مابين الذئب والخاروف.. يجلس الثعلب شيطاناً

بقلم: عبد الكريم محمد

هذه المرة، لم تكن المشكلة بالنعجة الباحثة عن الطعام لخرافها، ولا حتى المشكلة بوهم الخراف التي خدعت بصوت الذئب، المقلد لصوت النعجة الأم لتقع الواقعة..

المشكلة اليوم تكمن بذاك الثعلب القابع خلف الستارة، متقمصاً دور الشيطان الذي يحب أن يرى الكل يأكل الكل.. ليتساوى الجلاد مع الضحية، أو على أقل تقدير، تموت الخراف والنعاج في لحظة واحدة، ليصاب الذئب بمرض التخملة والنقرص وعسر الهضم.. أو سوء الامتصاص.

 بعدها سيصبح عاجزاً، ذاك الذئب الغبي حتى على المشي.. لتصبح حاجتة للثعلب الشيطان، كما الراعي الظمآن التائه في عرض الصحراء، الذي تتقاذفة أمواج السراب الغادرة في كل الاتجاهات، بلا دليل ليموت خلف السراب، من شدة العطش.

لحظتها ستذهب السكرة وتحضر الفكرة، بعد أن تحول الثعلب الشيطان ناسكاً، ليدفع له كل ما ورثة من ذئاب الأرض.. تبييضاً لفال الثعلب القابع خلف الأكمة.. الذي يحاول جعل كل من عليها عجينية طيعة، ظناً منه أنه سيقوى حتى على تغيير أشكال الذئاب والفرائيس في آن.

الثعلب الشيطان والذئب الذي يقوده هوس الافتراس، نسيا سوية، أن خاروفاً قد استخدم شيئاً من الذكاء الفطري، ليلعب وحيداً في باحة الدار الواسعه.. وليغيّر المفاهم والتوقعات.. عند كليهما، رغم حزنه على أشقائه المأكولين في لحظة غدر مارقة ليس إلا.

ونسيا أكثر ذاك القط المؤتلف مع كل قبيلة الخرفان، الذي سرعان ما سيتحول ليعود إلى أصلة من قط يألفه الجميع إلى نمر لا يرضى إلا بصيده السمين، ويربأ بنفسه عن أكل الجيف التي تتقاذفها الكلاب والثعالب والذئاب.

هذا القط المتحول سيسارع إلى جمع كل من ناله أو لحق به الحيف ، من لعبة الثعلب وغباء الذئب المسعور، لينقض على ذاك الثعلب الشيطان ويجعل منه مثلاً، يسجله كل من له اعتراض أو احتجاج أو ثأئر لنفسه وللآخرين، أمثاله من المنكوبين والمقهورين.

بعد ذلك سيضطر من بقى حياً من الذئاب والحملان والثعالب والقطط وكل سكان الغابة للعيش سوياً، ولن تكون الفريسة عنواناً، لأن الحاجة للعيش وبقاء النوع سيكونان هدفاً.