بقلم: حسن فياض
ليس صحيحًا أن كل طويل لايخلو من الهبل….وليس صحيحًا ( هنا) أن أيلول آخره مبلول …
أتامله فأراه قصير ومبلول من أوله ووسطه واخمصه. يركض عاريًا ، حافيًا ،يلتفُ حول جذوع الاشجار ، يخمشُ أغصانها، ينزعُ عنها أوراقها يمتطي ظهر الريح ،ويسوق قطيع غيوم ممطرة ..
أتماهى معه في الهذيان والجنون ، وأذهب معه إلى آخر الشرود والعزلة …
أقصد الدانوب الذي يلتف على خاصرة فينا الجميلة بكل حنان ودعة والذي كان قبل أسابيع قليلة مضت مزاراً للمتنزهين والمصطافين اللذين توسدوا ضفافه الخضراء واقاموا مأدباتهم ، حفلاتهم ، سهراتهم الطويلة.
اليوم يهجروه يتركوه وحيداً وحزينا ، أواسيه في حزنه اسامرهُ ونتشارك العزلة والوحدة ، وحين يشتد مطر أيلول أحتمي تحت جسوره ، في الصحو أخرجُ للفضاءات المطلة على سطح الماء ، وأراني بين جسرين، وأمامي سربين من أوز ، وبط قريبين من الضفاف…
في تداعي الذاكرة نهر حر طليق قُبيل إعتقال ضفافه بالأسمنت المسلح ، سرب أوز آمن يغدوا ذهاباً وإياباً نحو غدير اسفل جسر أبو عباس يملكه أبي العبد رحمه الله .. وعائلة بط كبيرة مؤلفة من أباء، أبناء، أحفاد عند جسر المجنة تملكها أم العبد اللوباني هي نفس المسافة التي أجدني بها بين الجسور هنا …وهناك …
أحاول الوصل ،الربط ,بين الأمكنة والجسور …بين هنا وماكان هناك …أحاول العبور…. فأراني عالقاً في المنتصف …
